الأعم الأغلب فى أسباب النزول ، وفيما يلى أمثلة لهذا النوع :
١ ـ ما ورد فى سبب نزول قول الله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) الأحزاب / ٢٣.
فقد أخرج مسلم ـ رحمهالله تعالى ـ عن ثابت قال : «قال أنس : عمّى الذى سميت به لم يشهد مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بدرا ، قال : فشق عليه ، قال : أول مشهد شهده رسول الله صلىاللهعليهوسلم غيبت عنه ، وإن أرانى الله مشهدا فيما بعد مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليرانى الله ما أصنع. قال :
فهاب أن يقول غيرها ، قال : فشهد مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم أحد ، قال : فاستقبل سعد ابن معاذ ، فقال له أنس : يا أبا عمرو أين؟
فقال : واها لريح الجنة أجده دون أحد. قال :
فقاتلهم حتى قتل ، قال : فوجد فى جسده بضع وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية قال : فقالت أخته عمتى الرّبيع بنت النضر :
فما عرفت أخى إلا ببنانه. ونزلت هذه الآية :
(رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) قال : فكانوا يرون أنها نزلت فيه وفى أصحابه» (٢٧).
٢ ـ ما ورد فى سبب نزول قول الله تعالى : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الحشر / ٩.
فقد أخرج البخارى ـ رحمهالله ـ عن أبى هريرة رضي الله عنه : «أن رجلا أتى النبى صلىاللهعليهوسلم فبعث إلى نسائه فقلن : ما معنا إلا الماء ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من يضم ـ أو يضيف ـ هذا؟
فقال رجل من الأنصار : أنا. فانطلق به إلى امرأته فقال : أكرمى ضيف رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت : ما عندنا إلا قوت صبيانى ، فقال :
هيئى طعامك ، وأصبحى سراجك ، ونومى صبيانك إذا أرادوا عشاء ، فهيأت طعامها ، وأصبحت سراجها ، ونومت صبيانها ، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته ، فجعلا يريانه أنهما يأكلان ، فباتا طاويين ، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : ضحك الله الليلة ـ أو عجب ـ من فعالكما ، فأنزل الله : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٢٨).