ويجلس الفقير إلى جانب الغني ، والصغير إلى جانب الكبير والضعيف إلى جانب الشريف ، ويقفون في صفوف متراصة ، ويتابعون الإمام في القيام والركوع والسجود والجلوس كجسم واحد ؛ فتتحقق بينهم المساواة ، وتنشأ بينهم الألفة ، ويتعارفون فيما بينهم ، ويتعاونون على ما فيه صلاحهم.
والإنسان يميل إلى الاجتماع بالآخرين. والصلاة تمكنه من أن يجتمع بأبناء حيه أو بلده عدة مرات في اليوم ؛ فيعرف بعضهم بعضا ، ويتفقدون الغائب منهم ، فيعودونه إن كان مريضا ، ويعينونه إن كان محتاجا إلى العون ، ويهنئونه إن أصابه خير ، ويواسونه إن أصابه شر.
وفي بيوت الله يلتقي الأمير بالرعية ، وهو في الغالب يؤمهم في الصلاة ، وهم يقتدون به ؛ فيتعلمون طاعته والاستماع إليه ، وينصحونه ولا يبخلون عليه بالرأي السديد ، ويرفعون إليه مظالمهم ؛ وبذلك ينتشر العدل ويقضى على الظلم ، وتنهض البلاد.
ولهذا كانت «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة (٣٧٥)»
* * *