مرجعها الى عدم موضوعيّته للحجيّة (*).
__________________
(*) نظرة في آية النبأ : وفيها ناحيتان :
ـ الناحية الاولى : هو اننا لم نستظهر وجود مفهوم لهذه الآية المباركة ، إذ قد يكون الاتيان بلفظة فاسق فيها للتأكيد على لزوم التحقق في موارد اتهام الفسّاق للناس لكثرة الاكاذيب منهم ، وهذا لا ينفي لزوم التبيّن من اخبار العدول ايضا.
ـ الناحية الثانية : النظر الى كلمة «فاسق» في الآية :
ـ فقد يحرز الانسان فسق الناقل في مجال الكذب ، فخبره ح غير حجّة شرعا وعقلائيا ، لانه يكذب ولو في بعض الاحيان. (يؤيّد) هذا المعنى ما رواه الشيخ الصدوق عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن الحسن بن علي بن فضّال عن ابي جميلة المفضل بن صالح عن زيد الشحّام قال سألت أبا عبد الله (عليهالسلام) عن الفسوق فقال : «الفسوق هو الكذب ألا تسمع قول عزوجل» (يأيّها الّذينءامنوا إن جآءكم فاسق بنبإ فتبيّنوا أن تصيبوا قوما بجهلة) (تفسير البرهان ج ٤ ص ٢٠٥) ، ورواتها كلهم ثقات الّا أبا جميلة ففيه كلام ، على ان تفسير الفاسق في الآية بالكاذب امر نكاد نطمئن بصحّته حتى مع غضّ النظر عن هذه الرواية ، لكون المورد مورد نقل والذي يهمّ فيه هي الوثاقة وعدمها لا شرب الخمر والانحراف العقائدي ونحو ذلك فكم من ثقة في مجال النقل منحرف في غيره كما في امثال الثقات من الفطحية والواقفة ونحوهم.
ـ وقد يحرز فسقه من نواح غير ناحية الكذب ـ كأن يكون فاسقا ومنحرفا عقائديا او عمليا كأن يكون يشرب الخمر ويغتاب ... ـ ولم يحصل وثوق بقوله ولو لبعض قرائن ، فهنا حالتان : (فامّا) ان نجهل فسقه في مجال النقل فهنا يجب التبيّن للجهالة بوثاقته فيدخل في التعليل بلا شك ، (وإمّا) ان نعلم بوثاقته في مجال النقل ـ كبني فضال ـ فهنا (هل يجب) التبين لعدم حصول الوثوق بادّعاء كونه هو المناط في باب النقل عند العقلاء فيكون جهالة عرفا وعقلائيا ، (ام لا يجب) لكونه ثقة وهو الطريق العقلائي في المعرفة فلا يكون جهالة؟ بحث وكلام.
والصحيح الاوّل ، وذلك لعدم كون وثاقة الناقل كافية عند العقلاء ما لم يحصل وثوق بقوله ، فيبقى الاخذ بقوله عندهم جهالة وعملا بلا علم ، سواء في ذلك مجال الاحكام ام