__________________
مجال الموضوعات.
(وبتعبير آخر) إن الاصل في خبر العادل ان يورث الوثوق والاطمئنان ، بمعنى انه عادة يحصل منه عند السامع وثوق ، وذلك لان معنى العادل هو الشخص المستقيم في عقيدته واعماله ومنها الاستقامة في النقل ، والاصل ـ عند العقلاء ـ حمله على الصحّة في النقل بمعنى توجّهه الى ما يقول فلا يخطئ ولا يسهو ولا ينسى ونحو ذلك.
(ولكن) هذا الاصل قد يخدش كما لو وجدت بعض قرائن تورث احتمال ان يكون مخطئا او ناسيا او ساهيا فحينئذ لا يحصل من قوله وثوق ، ففي هذه الحالة سيكون الاخذ بقوله إن كان اتّهاما لبعض الناس ـ خاصّة اذا كانوا مؤمنين ـ جهالة وأىّ جهالة ، وسيسبّب ذلك ندامة إن تبيّن الاشتباه. بل على الانسان ان يتبيّن ويتثبت وان كان الناقل عادلا في نفسه وثقة إن لم يحصل من قوله وثوق ، (بل) إن العقلاء بما هم عقلاء ليس عندهم امور تعبديّة سواء كان هذا الامر مبنيّا على خبر ثقة ام على استصحاب ام على اصالة عدم الخطأ والسهو والنسيان ونحو ذلك ، وهذا امر واضح عند العقلاء لا سيّما فيما نحن فيه من مورد الاتهامات ، ولذلك ترى الشارع المقدّس ينبّهنا الى هذا الامر كي لا ينتشر الاخذ بالاتهامات في حال عدم الوثوق.
وآية النبأ هذه مساقة في هذا السياق تماما.
وعلى ايّ حال لا يستفاد من آية النبأ حجية خبر العادل إلا في حال حصول الوثوق من خبره ، وح لا يستفاد من هذه الآية المباركة اكثر ممّا تبانى عليه العقلاء من الأخذ بقول المخبر وهو ان حصل منه اطمئنان سواء كان المخبر عادلا او فاسقا ، الّا انه عادة يحصل اطمئنان من خبر العادل ـ كما قلنا قبل قليل ـ بشكل أسرع من حصوله من خبر الفاسق. (وسيأتيك) في نهايات بحث حجية خبر العادل في تعليقتنا تحت عنوان «حجية خبر الثقة في الموضوعات» استثناء في حال عدم تعلّق الاخبار باشخاص آخرين وإلّا احتيج الى شاهدين عادلين ح لانه سيكون من باب الدعاوى ونحوها.
«والنتيجة» أن آية النبأ لا تفيدنا في حجية خبر الواحد شيئا ، والحمد لله رب العالمين.