ومنها : انه يلزم الدور في مرحلة وصول التكليف لان العلم (١) بكل تكليف يتوقف على العلم بتحقق موضوعه ، وموضوعه بحسب الفرض هو العلم به ، فيكون العلم بالتكليف متوقّفا على العلم بالعلم بالتكليف ، والعلم بالعلم نفس العلم ، لان العلم لا يعلم بعلم زائد بل هو معلوم بالعلم الحضوري لحضوره لدى النفس مباشرة ، وهذا ينتج توقّف العلم على نفسه (*).
__________________
(١) بيان ذلك من خلال الرسم :
العلم بوجوب الصلاة
العلم بتحقق موضوع الوجوب
العلم بالعلم وبالوجوب
وهو (العلم بالوجوب)
__________________
(*) لم يظهر لنا وجه الدور المدّعى لان وجوب الصلاة الواقعي متوقّف على الاعتقاد بوجوبها ـ ولو لم يكن هذا الاعتقاد مصيبا ـ وهذا الاعتقاد ليس متوقّفا على الاعتقاد بوجود اعتقاد بوجوب الصلاة لان الاعتقاد هو الكاشفية عند المعتقد فلا يحتاج بعد اعتقاده الى اعتقاد آخر فليس وراء عبّادان من قرية ، (ومع هذا) فهذا الاعتقاد الآخر لا يضرّ ولا ينتج الدور ، وذلك لانك حين تعتقد ان الكتاب الفلاني امامك ثم اعتقدت انك معتقد بذلك فايّ دور يحصل؟!
(نعم) مع هذا لا يصحّ هذا القول ، لانّ المعتقد إمّا ان يكون مصيبا للواقع وإمّا لا ، فعلى الاوّل فهو الدور الواضح الذي ذكره السيد الماتن رحمهالله ورأيته في الرسم ، وامّا ان لا يكون مصيبا ـ أي ان المعتقد توهّم ـ اي انه لا حكم في الواقع فهو خارج عن فرضنا ، لان