كثيرا منها لا يدلّ على الحجيّة. وفيما يلي نستعرض بايجاز جلّ هذه الطوائف ليتّضح الحال :
الطائفة الاولى : ما دلّ على التصديق الواقعي ببعض روايات الثقات ، من قبيل ما ورد عن العسكري عليهالسلام عند ما عرض عليه كتاب «يوم وليلة» ليونس بن عبد الرحمن إذ قال : «هذا ديني ودين آبائي وهو الحقّ كلّه».
وهذا مردّه الى الإخبار عن المطابقة للواقع ، وهو غير الحجية التعبدية التي تجعل عند الشك في المطابقة (١).
الطائفة الثانية : ما تضمّن الحثّ على تحمّل الحديث وحفظه ، من قبيل قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من حفظ على امّتي اربعين حديثا بعثه الله فقيها عالما يوم القيامة».
وهذا لا يدلّ على الحجية ايضا ، إذ لا شك في ان تحمّل الحديث وحفظه من أهمّ المستحبّات ، بل من الواجبات الكفائية لتوقّف حفظ الشريعة (٢) عليه ، ولا يلزم من ذلك وجوب القبول تعبّدا مع الشك. ومثل ذلك ما دلّ على الثناء على المحدّثين او الامر بحفظ الكتب والترغيب في الكتابة.
__________________
(١) أي ... في مطابقة الخبر للواقع
(٢) وعدم ضياع الاحاديث ، إذ هذه طريقة جيدة ـ خاصّة في قديم الزمان قبل الطباعة وانتشار العلم ـ في بقاء الاحاديث منتشرة على الالسن بين الناس