__________________
الحديث ، (قلت) لا شك بكثرة وجود تعارض بنحو مستقر في الروايات حتّى ان احدهم يقول انه حين دخل مسجد الكوفة وسمع كثرة التعارض في الروايات كاد ان يشكّ في دينه ، ويكفي ان يوجد رواية ضعيفة مخالفة حتّى يرتفع الوثوق من البين. (فاذن) مجموع روايات «حديث الصادق» تفيدنا حجية خبر الصادق ، او لا اقلّ من قوّة الظن بارادة هذا المعنى منهم عليهالسلام.
وصحيحة أبي علي احمد بن إسحاق : انه سأل أبا محمّد عليهالسلام «اي الامام العسكري» عمّن يعامل او عمّن يأخذ وقول من يقبل؟ فقال له : «العمريّ وابنه ثقتان ، فما أدّيا اليك عني فعنّي يؤدّيان ، وما قالا لك فعني يقولان ، فاسمع لهما واطعهما ، فانهما الثقتان المأمونان».
(امّا) القول في السند فهي من الصحيح الاعلائي باجماع الرجاليين ، فقد رواها الكلينى رحمهالله في الكافي عن محمد بن عبد الله (بن جعفر الحميري ، ابو جعفر القمّي ـ ثقة وجه من وجوه اصحابنا) ومحمد بن يحيى (ابو جعفر العطار القمي ـ شيخ اصحابنا في زمانه ، ثقة عين كثير الحديث) جميعا عن عبد الله بن جعفر الحميري (القمّي ـ ثقة ، يروي عن الامام العسكري أيضا ، بل هو شيخ القميين ووجههم ، قدم الكوفة سنة نيف و٢٩٠) قال : اجتمعت انا والشيخ ابو عمرو رحمهالله (وهو عثمان بن سعيد اوّل نائب للحجّة (عج) من النواب الاربعة) عند احمد بن إسحاق (ثقة كبير القدر كان من خاصّة الامام الحسن العسكري عليهالسلام وروى عن الامامين الجواد والهادي عليهالسلام) فغمزني احمد بن إسحاق ان اساله عن الخلف ، فقلت له يا أبا عمرو ... وقد اخبرني ابو علي احمد بن إسحاق ... (ولذلك) فمن يتأمّل في السند يطمئن بصدورها.
و (امّا) من حيث المتن فيبعد جدا الاشتباه او التحريف لما عرفته من وثاقة هؤلاء الرواة وعلمهم ، فهم ليسوا من عوام الناس لكي يحرّفوا عن جهل أو عمد ويبعد عنهم النسيان والاشتباه ، خاصّة في كلمة «ثقتان» وذلك