__________________
النظام.
«والنتيجة» هي عدم ثبوت حجية خبر الثقة في الموضوعات ، الّا موارد اليد والتوكيل والعزل عنه ، والحمد لله رب العالمين.
«نظرة في معنى الوثاقة»
قد يتوهّم البعض ان الوثاقة تعني العصمة عن الكذب دائما وفي كل الحالات ، وهذا امر فيه مبالغة ، فان الوثاقة امر نفساني ذو مراتب تختلف بالشدّة والضعف كسائر القوى والملكات النفسانية كالايمان والعدالة والشهوة والغضب ونحوها ، فقد تكون وثاقة شخص واصلة الى حدّ عدم احتمال صدور الكذب منه مهما حصل وفي كل الظروف ، وهي أعلى مراتب الوثاقة ، وهي المرتبة التي يتحلّى بها المعصومون عليهمالسلام ومن رسخت عنده هذه الملكة ، وقد تكون وثاقة شخص آخر في إطار عدم التعارض مع مصالحه الشخصية كما نرى ذلك عند الكثير من الناس ، فالتاجر المتدين مثلا قد يكذب عند تعارض صدقه مع مصالحه الشخصية فيقول مثلا انه قد اشترى البضاعة الفلانية بكذا ويكون قد اشتراها باقلّ من ذلك ، او ترى بعض المتدينين يبالغون في بعض الوقائع للفت الانظار اليهم مع ان المقدار الزائد عن الواقع كذب ، ولكن رغم ذلك اذا الّف نفس هذا الشخص كتابا ونقل فيه روايات ترى العقلاء يعتبرونه ثقة في نقله ، او بل قد يثقون بصحّة ما ينقل فيه. (وقد بيّن) لنا الشارع المقدّس هذا الامر من خلال عدم قبول الاخذ بشهادة المتّهمين مطلقا ، حتّى ولو كانوا في غير مواضع مصالحهم الشخصية ثقات ، وورد في هذا الآيات والروايات كقوله تعالى (ولا يجرمنّكم شنئان قوم على ألّا تعدلوا ..) وكقوله عليهالسلام «الحكم ما حكم به اعدلهما واصدقهما في الحديث» و «إذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون» وهذا ارشاد لنا من الشارع المقدّس ان الثقة قد يكذب في مجال مصالحه الشخصية (ولا شك) ان علماءنا الرجاليين القدماء كانوا ملتفتين الى هذا الامر وان الوثاقة امر ذو مراتب وان الثقة قد ينحرف في مجال مصلحته الشخصية ، فتراهم يقولون عن بعض الرواة «ثقة في الحديث» وعن البعض الآخر «ثقة» وعن آخرين «ثقة ثقة» وعن