__________________
بعضهم «صالح» ، او كما قال علي بن احمد العقيقى «لم يكن معاوية بن عمّار عند اصحابنا بمستقيم ، كان ضعيف العقل ، مأمونا في حديثه» ... ونحو هذه التعابير الكثيرة التي تجدها في كلامهم (رضوان الله عليهم).
(ثمّ) ان تضعيف احد الرواة من قبل شخص لا ينافي توثيقه من قبل آخر ، ومرجع هذا في الحقيقة الى ان مرادهم من «الضعيف» هو الضعيف في علمه ولا يبالي عمن يأخذ ، فتراه يكثر من رواية الروايات المرسلة وعن المجاهيل والروايات الشاذّة ... لا انه يكذب في نقله ، ولذلك فقد يكون ثقة في نفسه وضعيفا في الحديث كما قال الشيخ الطوسي في محمد بن خالد البرقي : «ثقة في نفسه ضعيف في الحديث» ، اي من يقرأ كتابه يلاحظ انه قد خلط الغثّ بالسمين ولا يهتم بصحة الاسانيد والروايات المشهورة بين الاصحاب ونحو ذلك ولذلك ما كان يعتمد على افتاء هذا الشخص لضعفه في هذا العلم. ولذلك من المعروف ايضا عند علمائنا القول بترجيح توثيقه في هذه الحالة ، ولو من باب تقديم الظاهر (التوثيق) على المجمل (التضعيف) بالاجماع.
(وكذلك) الامر بالنسبة الى التوصيف بالغلو ، فانّ الغلو لا ينافي الوثاقة ، فمع التعارض يقدّم جانب التوثيق أيضا ، ووجهه واضح. (يقول) الشيخ الصدوق رحمهالله «ان الغلاة والمفوّضة لعنهم الله ينكرون سهو النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم» ، واستدلّ بكلام طويل يقول فيه انه «يجوز على النبي ما يجوز على غيره مثل السهو ...» ، ونقل عن شيخه ابن الوليد قوله «اوّل درجة في الغلو نفي السهو عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ...» ، فهل بعد هذا يكون قولهم «فلان غال متهم» معتبرا؟! مع انه على هذا الاساس سيكون كل او جلّ علماء الشيعة اليوم مغالين!
فوائد رجاليّة
على اساس ما ذكرناه في «النظرة» السابقة يجدر اعطاء مثال مهم على ذلك حصل فيه نزاع بين علماء الرجال وله ثمرة كبيرة ، وهو :
ذكر الشيخ الصدوق في اوّل كتابه «من لا يحضره الفقيه» ان «جميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة ، عليها المعوّل واليها المرجع ، مثل كتاب حريز ... وغيرها من الاصول