__________________
(وقد) يدعم وثاقة كل اصحاب هذه المصنفات قوله في المقنع كلاما يقرّب ما قاله في الفقيه اذ قال «وحذفت الاسناد منه لئلا يثقل حمله ولا .. ولا .. اذ كان ما ابيّنه فيه في الكتب الأصولية موجودا بينا عن المشايخ العلماء الفقهاء الثقات (رحمهمالله)» ممّا يعني انه (قده) لم يكن يرجع الى كتب المجهولين فضلا عن الكذّابين.
(وقد) يزيد اطمئنانا بمقالتنا قوله في اوّل الفقيه «وصنّفت له هذا الكتاب بحذف الاسانيد لئلا تكثر طرقه وان كثرت فوائده ، ولم اقصد فيه قصد المصنّفين الى ايراد جميع ما رووه بل قصدت الى ايراد ما افتي به واحكم بصحّته واعتقد انّه حجة بيني وبين ربي عزوجل» ، فعند ما يورد الرواية التي يفتي بها ويحكم بصحّتها والحال انّ الرواية عادة لا يخلو
امّا ان تكون منشئة لحكم استقلالي وامّا مقيدة لاخرى ونحو ذلك فانّه عادة يكون الاعتماد فيها على وثاقة الرّاوي.
(وقد) يقرّب كلامنا هذا مقالة الشيخ الطوسي فيه اذ قال عنه «كان جليلا ، حافظا للاحاديث ، بصيرا بالرجال ، ناقدا للاخبار ، لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه ..»
(والنتيجة) انّ اصحاب هذه المصنّفات المشهورة التي اخذ منها الشيخ الصدوق روايات فقيهه هم ثقات في الرواية عند الاصحاب ، وذلك لانّه لا يمكن للشيعة آنذاك ان يعتبروا كتابا ما عليه المعول واليه المرجع ويكون صاحبه مجهولا او كذّابا في نقل الحديث.
(وبعد هذا) لا يصغى الى تضعيف من ضعّف من اصحاب هذه المصنّفات ، ولا سيّما وان التضعيف لا يعني الكذب وانما يعني انه غير خبير بعلوم الحديث والرجال والفقه ، يأخذ من المجاهيل ويكثر من المراسيل ويخلط الغث بالسمين ، وان ابيت فلا اقل من الاجمال في معنى الضعف فلا يقاوم التوثيق.
وما سلكناه هو خطّ وسط بين العلماء فقد قال بعضهم كالسيد بحر العلوم بانّ أحاديثه اي احاديث من لا يحضره الفقيه معدودة في الصحاح من غير خلاف ولا توقف من احد ، ومثله قال الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني ، وقد قيل ايضا بان مراسيل الصدوق في الفقيه كمراسيل ابن ابي عمير في الحجية والاعتبار ، وعن الفوائد النجفية ان علماء الحديث و