__________________
الرجال على اختلاف طبقاتهم يجعلون مجرد رواية الصدوق عن شخص دليلا على حسن حاله. وقال بعضهم «... فارباب هذه الكتب (اي التي اخذ عنها الصدوق رواياته) ممدوحون لا محالة ، فكل من للصدوق اليه في مشيخة الفقيه طريق فهو ممدوح وصادق الّا من قام على ضعفه دليل خاص» ، وقال بعضهم غير ذلك مما يتبيّن جوابه مما مضى. (وامّا) بالنسبة الى طريق هذه الروايات فلا داعي ايضا للنظر فيها بعد كون نفس الشيخ الصدوق يشهد بانّ الكتب المأخوذة منها مشهورة. قال بعضهم : ان طريق الصدوق الى بعض تلك الكتب اذا كان ضعيفا لا يضر بصحّة الحديث ، لانّ تلك الكتب مشهورة معوّل عليها.
(وأمّا) بالنسبة الى نسبة رواية الى الامام الصادق عليهالسلام مثلا فنقول (تارة) ينسبها الصدوق الى الامام بقوله قال الصادق عليهالسلام وهذه لا اشكال في حجيّتها ، لانه يشهد بصدورها منه عليهالسلام وخبر الثقة حجّة في الاحكام ، فلا فرق بين ان يقول سندي إلى هذه الرواية ثقة عن ثقة الى الامام ولا شك ح في صحة السند وبين قوله قال الصادق عليهالسلام ، فكما انّ الاوّل يقبل عند كل او جلّ الاصحاب فكذلك هذا ينبغي ان يكون مقبولا عندهم ، وقد صرّح بعضهم بقبوله ، و (تارة) يقول «روي عن الصادق» وهذا لا يقبل لعدم شهادته بصدورها منه عليهالسلام.
(والنتيجة) اننا اذا رأينا رواية في الفقيه فانّ علينا ان ننظر في من بعد الرّاوي الاوّل ، وهذا المقدار عادة يوثق امّا برواية احد الاجلّاء الثلاثة عنه ، الذين شهد الشيخ الطوسي بانهم «لا يروون ولا يرسلون الّا عمّن يوثق به» ، وامّا لوجود احد اصحاب الاجماع في السند الذين شهد الكشّي بانّ الطائفة قد اجمعت على تصحيح ما صحّ عنهم (اي من روايات) (الكشي وإن قال هذا التعبير في الاثني عشر الآخرين دون الستة الاوائل الّا ان هذا لا يهمّ كثيرا بعد كون الاغلب الأعم من روايات هؤلاء الستة هي عن الأئمة عليهمالسلام).
ومعنى الصحّة كما هو واضح هو كون الرواية صادرة عن المعصوم ولو تعبدا ، اي لا