__________________
نقله ولو كان هذا المعارض ارتكاز سابق من سبب واه ، او قل ان الاصل العادي عند الناس ان خبر الثقة يورث عندهم الوثوق والاطمئنان ، لكن بعد ما شاع العلم في عصر الامام الصادق عليهالسلام وبرزت مذاهب وتيارات دينيّة متعدّدة وخاف الأئمة عليهمالسلام على شيعتهم من السلطان واعوانه صاروا يفتون في بعض الحالات على طبق مقتضى التقية ، ودخل المنافق والكاذب والمشتبه والناسي على الخط فكثرت الروايات الفاسدة من هنا وهناك ، فلم يعد يحصل وثوق في أغلب الروايات ، فبدأت الاسئلة من الاصحاب للائمة عليهمالسلام عن العمل في حال وقوع التعارض في الروايات والى من يرجعون مع بعد الشّقة عن الامام عليهالسلام ـ والتي فيها اشارة واضحة الى كثرة حصول الاختلافات في الفتاوى والروايات ـ حتّى قال احدهم حينما دخل الى مسجد الكوفة انه من كثرة ما رأى وسمع من اختلافات في الروايات قال «كدت اشكّ في ديني» ، فبدأ الاصحاب من زمن الأئمة عليهمالسلام بتأليف الكتب في توثيق الرجال وجرحهم حتّى صارت الى زمان الشيخ الطوسي بالعشرات أ ، وذلك لتمييز الكذّابين والمجهولين ولتمييز الروايات الحجّة عن غيرها ، خاصّة عند التعارض سواء كان التعارض ناشئا من تعمّد الكذب او محض الاشتباه والخطأ او لكون الرواية ناشئة عن تقيّة وللحفاظ على الشيعة ... ومعنى هذا ان الرواة ايام الأئمة عليهمالسلام لم يكن حالهم كما يتخيل من ان مجرّد كون الشخص رواية عن الامام يعني انه اصبح انسانا متديّنا كاملا ويوجب قوله الوثوق به. وإن كان بعضهم هكذا كزرارة وامثاله. ، والقرائن التاريخية ايضا تدلّ على ذلك ، فوجود العداوات والتناقضات بين اصحاب الأئمة عليهمالسلام شاهد على ذلك ، فانك ترى روايات عن اصحاب الأئمة في لعن البعض الآخر من اصحابهم الذين لا يشك في ورعهم وعلميّتهم ممّا يستكشف منه وجود اتجاهات متعدّدة بينهم ، ممّا يقلل من حصول وثوق واطمئنان من جميع روايات كل ثقة ، ويبعّد ما ادّعاه السيد المرتضى (رحمهالله) من «ان اكثر احاديثنا المروية في كتبنا معلومة مقطوع
__________________
(أ) راجع بحوث في علم الرجال من ص ١١١ ـ ١٣٢ ، خاصّة اسفل ص ١٣٠.