الاستحبابية (١) ، قال بهذا ولم يذكر أسماءهم.
٥ ـ وهناك رأي خامس يدّعي أنّ الإتيان بالشهادة الثالثة هو عمل مكروه ، وذلك لعدم ثبوت النصوص الدالّة على الشهادة الثالثة عنده ، هذا من جهة ، ومن جهة أُخرى يعتقد بأنّ الكلامَ في الأذان غير جائز ، وبذلك تدخل الشهادة الثالثة عنده في باب التكلّم المنهيّ عنه (٢) ، قال الوحيد البهبهاني في «حاشية المدارك» : ومما ذكرنا ظهر حال « محمد وآله خير البرية » و « أشهد أن عليّا ولي اللّه » بأنهما حرامان بقصد الدخول والجزئية للأذان ، لا بمجرد الفعل.
نعم ، توظيف الفعل في أثناء الأذان ربّما يكون مكروها ، لكونه مغيرا لهيئة الأذان بحسب ظاهر اللفظ ، أو لكونه كلاما فيه ، أو للتشبّه بالمفوضة ، إلاّ أنّه ورد في العمومات : أنه متى ذكرتم محمدا فاذكروا آله أو متى قلتم : محمد رسول اللّه فقولوا : علي ولي اللّه ، كما رواه في الاحتجاج ... (٣) ، مع العلم بأنّ الكثير من الفقهاء قد أجازوا الكلام في الأذان. وحتى في الإقامة.
وقد ذهب إلى هذا الرأي الفيض الكاشاني في كتابه « مفاتيح الشرائع » فقال : وكذا غير ذلك من الكلام وإن كان حقّا ؛ بل كان من أحكام الإيمان ، لأنّ ذلك كلّه مخالف للسنّة ، فإِنِ اعتقده شرعا فهو حرام (٤) ، ومال إليه آخرون.
٦ ـ القول برجحان الشهادة الثالثة ، لأ نّها صارت شعارا للشيعة.
وهذا ما قاله السيّد الحكيم (٥) والسيّد الخوئي (٦) وآخرون (٧).
__________________
(١) الهداية ، للعراقي : ١٠.
(٢) انظر في ذلك مستند الشيعة ٤ : ٤٨٧.
(٣) حاشية المدارك ٢ : ٤١٠ طبعة مؤسسة آل البيت عليهمالسلام.
(٤) مفاتيح الشرائع ١ : ١١٨ / المفتاح ٣٥ ، باب ما يكره في الأذان والإقامة.
(٥) مستمسك العروة ٥ : ٥٤٤. وسنشرح كلامه في آخر الكتاب «الشعارية».
(٦) اُنظر كتاب الصلاة ٢ : ٢٨٧ ، مستند العروة الوثقى ١٣ : ٢٥٩ ـ ٢٦٠.
(٧) كالسيّد محمد مهدي الصدر الكاظمي في بغية المقلدين : ٥٢ ، والشيخ محمد رضا آل