بالعقيدة وقد تكون التقيّة العامل الاقوى في ذلك ، لأنّ الشهيد قتل بأيدي العامة.
وفي الجملة فنقل العالِمِ لقولٍ في كتبه الفتوائية وسـكوته عن التعليق عليه يدلّ على التزامه به ، خاصّة إذا اخذنا بنظر الاعتبار ان كتبه قد صُنّفت على أساس البحث والتمحيص والنقض والإبرام.
القرنان التاسع والعاشر الهجريَّان
يوجدُ في هذين القرنين علماء ، وفقهاء ، ومحدّثون ومتكلّمون ، عظام ، لكنّ غالب كتب هؤلاء العلماء مفقودة ، والموجود منها لم يصرّح بما يرتبط ببحثنا ، فاقتصرنا على ذكر من وقفنا على كتبهم ، وخصوصا البارزين منهم :
فقد ذكر ابن فهد الحلي (١) ( ت ٧٥٧ ـ ٨٤١ ه ) ، والمقداد السيوري الحلي (٢) ( ت ٨٢٦ ه ) ، وشمس الدين محمد بن شجاع القطان (٣) الحلي ( كان حيّا عام ٨٣٢ ه ) الأذانَ والإقامةَ في كتبهم ، ولم يتعرضوا لموضوع الشهادة بالولاية اصلاً.
وأما الشـيخ الجليل زين الدين بن علي العاملي الشهير بـ « الشهيد الثاني » فلم يتعرّض إلى الأذان في كتابه « المقاصد العليّة في شرح الألفية » ، لكنّه أشار إلى الاختلاف الواقع في فصوله في ( حاشية المختصر النافع ) (٤) و ( فوائد القواعد ) (٥) و ( حاشية شرائع الإسلام ) (٦) دون الإشارة إلى الشهادة بالولاية لعلي.
__________________
(١) المهذب البارع ١ : ٣٤٩ ، المقتصر في شرح المختصر : ٧٣. الموجز : ٧١ ، المحرر : ١٥٣ ، مصباح المبتدي : ٢٩١ ، والثلاث الاخيرة مطبوعة ضمن الرسائل العشر لابن فهد الحلي.
(٢) التنقيح الرائع لمختصر الشرائع ١ : ١٨٩ ـ ١٩٠.
(٣) معالم الدين في فقه آل ياسين ١ : ١٠٣.
(٤) حاشية المختصر النافع : ٣٢.
(٥) فوائد القواعد : ١٦٧.
(٦) حاشية شرائع الإسلام : ٨٧.