عضوض وسلطان يتوارثه بنو أمية مادام الإمام الحسن عليهالسلام حياً ؛ ولهذا فكّر في التخلّص من الإمام عليهالسلام فقتله بالسمّ. قال قتادة وأبوبكر بن حفص : « سُمَّ الحسن ابن علي ، سمّته امرأته بنت الأشعث بن قيس الكندي ، وقالت طائفة كان ذلك منها بتدسيس معاوية إليها وما بذل لها في ذلك » (١). ولما مات ورد البريد بموته على معاوية ، فقال : « يا عجباً من الحسن شرب شربة من عسل بماء رومة فقضى نحبه » (٢). وفي رواية عن الإمام الحسن عليهالسلام قال : « لقد رقي إليّ أنّه كتب إلى ملك الروم يسأله أن يوجّه إليه من السمّ القتال بشربة ، فكتب إليه ملك الروم : أنّه لا يصلح لنا في ديننا أن نعين على قتال من لا يقاتلنا. فكتب إليه : إنّ هذا ابن الرجل الذي خرج بأرض تهامة قد خرج يطلب ملك أبيه ، وأنا أريد أن أدّس إليه من يسقيه ذلك ، فاريح العباد والبلاد منه ، ووجّه إليه بهدايا وألطاف ، فوجّه إليه ملك الروم بهذه الشربة التي دسّ بها فسقيتها » (٣). وعملية السم ليست عملية حقد شخصي أو ناجمة عن خلافات عشائرية أو قبلية ، بل هي تآمر سافر على مستقبل الرسالة الإسلامية ، فهي ليست قتل لشخص فحسب ، بل هي قتل للمفاهيم والقيم التي أراد الإمام عليهالسلام لها أن تكون الحاكمة على الدولة والمجتمع الإسلامي. وكان الإمام الحسن عليهالسلام يقول : « قد سقيت السمّ مراراً ، فلم أسق مثل هذا » (٤). وقال الشعبي : « إنّما دسّ إليها معاوية ، فقال : سمّي الحسن وأزوّجك يزيد وأعطيك مائة ألف درهم ، فلمّا مات الحسن بعثت إلى معاوية تطلب انجاز الوعد ، فبعث إليها بالمال ، وقال : إنّي أحبّ يزيد وأرجو حياته لولا ذلك لزوجتك إيّاه » (٥). واتفق المؤرخون على أنّ الإمام عليهالسلام اُستشهد بالسمّ ، وإنّ
__________________
(١) الاستيعاب ١ : ٣٧٤.
(٢) الاستيعاب ١ : ٣٧٥.
(٣) بحار الأنوار ٤٤ : ١٤٧ / ١٤.
(٤) الاصابة ١ : ٣٣٠.
(٥) تذكرة الخواص : ١٩٢.