سرّه أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنّة ، فلينظر إلى الحسن بن علي » (١). وهذا التفضيل العظيم للحسنين عليهماالسلام لم يكن على أساس القربى النسبية ، بل هو تفضيل رسالي ، فهما أفضل من الغير بدرجة قربهم من المفاهيم والقيم الإلهيّة التي جسّدوها ويجسّدونها في أفكارهم وعواطفهم وممارساتهم.
وعن عبدالله بن عمر قال : « سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إنّ الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا » (٢). وفي الحديث : « خير رجالكم علي بن أبي طالب ، وخير شبابكم الحسن والحسين ، وخير نسائكم فاطمة بنت محمد » (٣). وفيه أيضاً : « نحن ولد عبدالمطّلب سادة أهل الجنّة : أنا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي » (٤). وفيه حديث آخر : « الحسن والحسين سيفا العرش وليسا بمعلّقين » (٥). وعن عمر بن الخطاب أنّه قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ فاطمة وعليّاً والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبّة بيضاء سقفها عرش الرحمن » (٦). وعن أبي هريرة قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يحشر الأنبياء يوم القيامة على الدّواب ليوافوا من يومهم المحشر ، ويبعث صالح على ناقته ، وأبعث أنا على البراق ، ويبعث ابناي الحسن والحسين على ناقتين من نوق الجنّة » (٧). وعن زينب بنت أبي رافع ، عن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّها أتت بالحسن والحسين إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله في شكواه الذي توفي فيه ، فقالت : « يا رسول الله هذان ابناك فورثهما شيئاً ، فقال : أمّا الحسن فله هيبتي وسؤددي ، وأما حسين فله جرأتي
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق / ابن عساكر ١٣ : ٢٠٩.
(٢) سنن الترمذي : حديث ٣٧٩٥.
(٣) تاريخ مدينة دمشق ١٤ : ١٦٧.
(٤) كنز العمال / المتّقي الهندي ١٢ : ٩٧ / ٣٤١٦٢.
(٥) كنز العمال ١٢ : ١١٤ / ٣٤٢٦٢.
(٦) تاريخ مدينة دمشق ١٣ : ٢٢٩.
(٧) المعجم الكبير ٣ : ٤٣ / ٢٦٢٩.