عَلِيمٌ ) » (١). ورُوي أنه : « طعن أقوام من أهل الكوفة في الحسن بن علي عليهماالسلام ، فقالوا : إنّه عيّ لايقوم بحجّة ، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليهالسلام فدعا الحسن فقال : يابن رسول الله إنّ أهل الكوفة قد قالوا فيك مقالة أكرهها ؟ قال : وما يقولون يا أمير المؤمنين ؟ قال : يقولون : إنّ الحسن بن علي عيّ اللسان لا يقوم بحجة ، وإن هذه الأعواد فاخبر الناس فقال : يا أمير المؤمنين لا أستطيع الكلام وأنا أنظر إليك ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام إنّي متخلّف عنك ، فناد أنّ الصلاة جامعة ، فاجتمع المسلمون فصعد عليهالسلام المنبر ، فخطب خطبة بليغة وجيزة فضجّ المسلمون بالبكاء ثم قال : أيّها الناس اعقلوا عن ربّكم إنّ الله عزّوجلّ اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذريّة بعضها من بعض والله سميع عليم ، فنحن الذريّة من آدم ، والاسرة من نوح ، والصفوة من إبراهيم ، والسلالة من إسماعيل ، وآل من محمد صلىاللهعليهوآله نحن فيكم كالسماء المرفوعة ، والأرض المدحوة والشمس الضاحية ، وكالشجرة الزيتونة ، لا شرقية ولا غربية التي بورك زيتها ، النبي أصلها ، وعلي فرعها ، ونحن والله ثمرة تلك الشجرة ، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا ، ومن تخلف عنها فإلى النار هوى » (٢). فقد صاغ الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن فضائل أهل البيت عليهمالسلام صياغة بلاغية جميلة ، وتمثلت بلاغته بالخطاب وبالقاء الشعر ، ومنه :
أغن عن المخلوق بالخالق |
|
تغن عن الكاذب والصادق |
واسترزق الرحمن من فضله |
|
ليس غير الله بالرازق |
مَن ظن أن الناس يغنوه |
|
فليس بالرحمن بالواثق |
مَن ظن أن الرزق مِن كسبه |
|
زلت به النعلان من حالق (٣) |
__________________
(١) البداية والنهاية ٨ : ٣٧.
(٢) بحار الأنوار ٤٣ : ٣٥٨ / ٣٧.
(٣) نور الأبصار : ١٣٤.