وقد حكى عن جميع من أسلم من اليهود أنّهم قالوا : إنّ الاثني عشر هم الأئمّة الاثنا عشر ، بل عن بعض تفاسير اليهود العنود ، وعن بعض نسخ التوراة غير الناقصة ذكر أئمّة [ الإمام ] (١).
وما حكي عن بعض أهل اللجاج منهم من حمله على الاثني عشر من أولاد إسماعيل ، ومنهم قيدار النبيّ المدفون في السلطانيّة ، فمردود بأنّ « مأدمأد » في التوراة اسم محمّد صلىاللهعليهوآله فالاثني عشر الذين مع محمّد صلىاللهعليهوآله هم الأئمّة الاثنا عشر ، مضافا إلى عدم تحقّق الاثني عشر العظام الكرام من أولاد إسماعيل إلاّ الأئمّة الاثني عشر.
وتوهّم عدم تحقّق ما وعد الله إبراهيم من إعطاء محمّد والاثني عشر وكونه بعد ذلك أعني صاحب الزمان ـ أو كونهم مبعوثين إلى غير بني إسرائيل ، أو كونهم من السلاطين لا النبيّين ـ مدفوع بأنّ صاحب الأمر عندهم من أولاد داود وهو من إسرائيل ، والكلام المذكور يدلّ على أنّه من بني إسماعيل وليس من بني إسماعيل إلاّ نبيّنا صلىاللهعليهوآله وأئمّتنا عليهمالسلام وبذلك يندفع توهّم كون النبيّ صلىاللهعليهوآله الموعود هو عيسى ؛ لأنّه أيضا من بني إسرائيل لا من بني إسماعيل مع أنّهم ينكرونه.
مضافا إلى ما في السّفر الخامس : وقام نابئ عود بيسرائيل كموشه. بمعنى أنّه لا يقوم نبيّ آخر بعد ذلك من بني إسرائيل كموسى في الرتبة ، وأنّ نبيّنا بمقتضى الكلام سالم عن العصيان والنسيان وقد ادّعى أنّه رسول مبعوث إلى الكلّ بقوله : ( إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ) (٢) ، و ( ما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ ) (٣).
وأورد عليه بأنّ « مأدمأد » بمعنى غاية النهاية في العبري ، لا محمّد ، وأنّ إسماعيل عليهالسلام له اثنا عشر ولدا بلا واسطة ، فليس المراد الأئمّة ، ولا أقلّ من
__________________
(١) كذا في الأصل ، ولعلّ الصحيح : « الأمّة ».
(٢) الأعراف (٧) : ١٥٨.
(٣) سبأ (٣٤) : ٢٨.