مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ) (١). وقال تعالى : ( يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ) (٢).
وقال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) (٣).
وروي عن هشام بن الحكم ، قال : سأل الزنديق الذي أتى أبا عبد الله عليهالسلام فقال : فمن أين أثبت أنبياء ورسلا؟
قال أبو عبد الله عليهالسلام : « إنّا لمّا أثبتنا أنّ لنا خالقا صانعا متعاليا عنّا وعن جميع ما خلق ، وكان ذلك الصانع حكيما ، لم يجز أن يشاهده خلقه ، ولا يلامسوه ، ولا يباشرهم ولا يباشروه ، ولا يحاجّهم ولا يحاجّوه ، فثبت أنّ له سفراء في خلقه يعبّرون عنه إلى خلقه وعباده ، يدلّونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم ، فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه ، فثبت عند ذلك أنّ له معبّرين ، وهم الأنبياء وصفوته من خلقه ، حكماء مؤدّبين بالحكمة ، مبعوثين بها ، غير مشاركين للناس في أحوالهم على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب ، مؤيّدين من عند الله الحكيم العليم بالحكمة والدلائل والبراهين والشواهد ، من إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص ، فلا تخلو أرض الله تعالى من حجّة يكون معه علم يدلّ على صدق مقال الرسول ووجوب عدالته » (٤).
ومثله الآخران مسندا ومرسلا (٥).
وإلى مثل ما ذكرنا أشار المصنّف رحمهالله مع بيان الشارح القوشجي بقوله : ( البعثة
__________________
(١) إبراهيم (١٤) : ٤.
(٢) إبراهيم (١٤) : ١٠.
(٣) الحديد (٥٧) : ٢٥.
(٤) « التوحيد » : ٢٤٩ ، الباب ٣٦ ، ح ١.
(٥) المصدر السابق ، ح ٢ و ٣.