فقال رسول الله : يا أبا الحسن ، قد سمعت اقتراح الجاهلين وهؤلاء عشرة قتلى ، كم جرحت بهذه الأحجار التي رمانا بها القوم يا عليّ؟ قال عليّ عليهالسلام : جرحت أربع جراحات. وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : وقد جرحت أنا ستّ جراحات ، فليسأل كلّ واحد منّا ربّه أن يحيي من العشرة بقدر جراحاته ، فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآله لستّة منهم فنشروا ، ودعا عليّ عليهالسلام لأربعة منهم فنشروا ، ثمّ نادى المحيون : معاشر المسلمين إنّ لمحمّد وعليّ شأنا عظيما في الممالك التي كنّا فيها ، لقد رأينا لمحمّد صلىاللهعليهوآله مثالا على سرير عند البيت وعند العرش ، ولعليّ مثالا عند البيت المعمور وعند الكرسيّ وأملاك السماوات والحجب وأملاك العرش يحفّون بهما ويعظّمونهما ويصلّون عليهما ، ويصدرون عن أوامرهما ، ويقسمون على الله عزّ وجلّ لحوائجهم إذا سألوه بهما ، فآمنوا منهم سبعة نفر وغلب الشقاء على الآخرين ». الحديث (١).
[٣] ومنها : ما روي أنّه قال محمّد بن عليّ الباقر عليهماالسلام : « إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا قدم المدينة وظهرت آيات صدقه وآيات حقّه وبيّنات نبوّته ، كادته اليهود أشدّ كيد ، وقصدوه أقبح قصد ، يقصدون أنواره ليطمسوها وحججه ليبطلوها ، وكان من قصده للردّ عليه وتكذيبه مالك بن الصيف ، وكعب بن الأشرف ، وحيّ بن أخطب ، وأبو لبابة بن عبد المنذر ، وشعبة. فقال مالك لرسول الله صلىاللهعليهوآله يا محمّد ، تزعم أنّك رسول الله؟
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : كذلك قال الله خالق الخلق أجمعين ، قال : يا محمّد ، لن نؤمن أنّك رسول الله حتّى يؤمن لك هذا البساط الذي تحتنا ، ولن نشهد أنّك عن الله جئتنا حتّى يشهد لك هذا البساط.
وقال أبو لبابة بن عبد المنذر : لن نؤمن لك أنّك رسول الله ، ولا نشهد لك حتّى يؤمن لك ويشهد لك هذا السوط في يدي.
وقال كعب بن الأشرف : لن نؤمن لك أنّك رسول الله ، ولن نصدّقك حتّى يؤمن لك
__________________
(١) « بحار الأنوار » ١٧ : ٢٥٩ ـ ٢٦٤ ، ح ٥ ، نقلا عن « التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري » : ٣٧٣ ـ ٣٧٩ ، ح ٢٦٠ ـ ٢٦٣.