وما اسمي؟ فتحيّرت في ردّ الجواب ، وبقيت ساكتا ، ثمّ حضر هذا الشابّ في عالم الأنوار ، وعلّمني الجواب ، فقال هذا : « قل : أنت الربّ الجليل ، وأنا العبد الذليل ، واسمي جبرئيل » ؛ ولهذا قمت إجلالا له وعظّمته.
فقال النبيّ : « كم عمرك يا جبرئيل؟ » فقال : إنّ لله نجما يطلع من العرش في كلّ ثلاثين ألف سنة مرّة واحدة ، وقد شاهدته طالعا ثلاثين ألف مرّة ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : « إذا رأيت ذلك النجم هل تعرفه؟ » فقال : كيف لا أعرفه؟! فقال النبيّ لعليّ : « خذ العمامة من جبهتك » فلمّا كشفها ورآها جبرئيل عليهالسلام رأى ذلك النجم في جبهة عليّ (١).
[٤٦] ومنها : بعض فقرات دعاء الندبة من قول النبيّ صلىاللهعليهوآله ففيه : « فلمّا انقضت أيّامه أقام وليّه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام صلواتك عليهما وآلهما هاديا إذ كان هو المنذر ولكلّ قوم هاد ، فقال والملأ أمامه : ألا من كنت مولاه فعليّ مولاه ، وقال : من كنت نبيّه فعليّ أميره ، وقال : أنا وعليّ من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتّى وأحلّه محلّ هارون من موسى ، فقال : عليّ منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، وزوّجه ابنته سيّدة نساء العالمين ، وأحلّ له من مسجده ما حلّ له ، وسدّ الأبواب إلاّ بابه ، ثمّ أودعه علمه وحكمته فقال : أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها ، ثمّ قال له : أنت أخي ووصيّي ووارثي ، لحمك من لحمي ودمك من دمي ، وسلمك سلمي وحربك حربي ، والإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ، وأنت غدا على الحوض خليفتي ، وأنت تقضي ديني وتنجز عداتي ، وشيعتك على منابر من نور مبيضّة وجوههم حولي في الجنّة وهم جيراني ، ولو لا أنت يا عليّ ، لم يعرف المؤمنون بعدي » (٢).
إلى غير ذلك من الأخبار الدالّة على أنّ فضائل مولانا عليّ بن أبي طالب أكثر من
__________________
(١) « الأنوار النعمانيّة » ١ : ١٥.
(٢) « مفاتيح الجنان » : ٩٧٧ ـ ٩٧٩ ، دعاء الندبة.