[٤٢] ومنها : عن سعد الخفّاف ، عن زاذان أبي عمرو قال : قلت له : يا زاذان إنّك لتقرأ القرآن فتحسن قراءته فعلى من قرأت؟ قال : فتبسّم ، ثمّ قال : إنّ أمير المؤمنين مرّ بي وأنا أنشد الشعر ، وكان لي خلق حسن فأعجبه صوتي فقال : « يا زاذان ، فهلاّ تقرأ القرآن؟ » قلت : يا أمير المؤمنين وكيف بي بالقرآن؟ فو الله ما أقرأ إلاّ بقدر ما أصلّي به ، قال : « فادن منّي » ، فدنوت فتكلّم في أذني بكلام ما عرفته ولا علمت ما يقول.
ثمّ قال لي : « افتح فاك » فتفل في فيّ ، فو الله ما زالت قدمي من عنده حتّى حفظت القرآن بإعرابه وهمزه ، وما احتجت أن أسأل عنه أحدا بعد موقفي ذلك. قال سعد : فقصصت قصّة زاذان على أبي جعفر قال : « صدق زاذان إنّ أمير المؤمنين عليهالسلام دعا لزاذان بالاسم الأعظم الذي لا يردّ » (١).
[٤٣] ومنها : « عليّ في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض ، وفي السماء الدنيا كالقمر في الليل في الأرض. أعطى الله عليّا من الفضل جزءا لو قسّم على أهل الأرض لوسعهم ، وأعطى الله عليّا من الفهم جزءا لو قسّم على أهل الأرض لوسعهم ، ... عليّ محمود عند الحقّ مزكّى عند الملائكة وخاصّتي وخالصتي ومصباحي وجنّتي ورفيقي آنسني به ربّي.
[٤٤] ومنها : « أمير المؤمنين أفضل عند الله من الأئمّة كلّهم ، وله ثواب أعمالهم وعلى قدر أعمالهم فضّلوا » (٢).
[٤٥] ومنها : ما روي عن صاحب مدينة الحكمة : أنّ جبرئيل عليهالسلام كان جالسا عند النبيّ صلىاللهعليهوآله فدخل عليّ عليهالسلام فقام له جبرئيل عليهالسلام فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله لجبرئيل : « أتقوم لهذا الفتى؟ » فقال جبرئيل : إنّ هذا له عليّ حقّ التعليم ، فقال صلىاللهعليهوآله : « كيف ذلك التعليم يا جبرئيل؟ » فقال : لمّا خلقني الله تعالى سألني : من أنت؟ وما اسمك؟ ومن أنا؟
__________________
(١) « الخرائج والجرائح » ١ : ١٩٥.
(٢) « كامل الزيارات » : ٣٨.