وعن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : إنّ عليّا عليهالسلام كان يقول : « إلى السبعين بلاء » ، وكان يقول : « بعد البلاء رخاء » وقد مضت السبعون ولم نر رخاء؟
فقال أبو جعفر عليهالسلام : « يا ثابت! إنّ الله تعالى كان وقّت هذا الأمر في السبعين ، فلمّا قتل الحسين عليهالسلام اشتدّ غضب الله على أهل الأرض فأخّره إلى أربعين ومائة سنة ، فحدّثناكم فأذعتم الحديث وكشفتم متاع الستر ، فأخذه الله ولم يجعل له بعد ذلك وقتا عندنا ( يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ) (١) » (٢).
نعم ، ذكر لظهوره علامات كانت قبل خروجه كما يستفاد من الأخبار المرويّة في كتاب « الغيبة » من تأليفات الصدوق (٣) رحمهالله.
فقد روي عن أبي عبد الله عليهالسلام بعد ما قيل له عليهالسلام : إنّ أبا جعفر عليهالسلام كان يقول : « خروج السفياني من المحتوم ، والنداء من المحتوم ، وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم ، ـ إلى أن قال ـ : وخروج القائم من المحتوم ».
قلت : وكيف يكون النداء؟ قال : « ينادي مناد من السماء أوّل النهار يسمعه كلّ قوم بألسنتهم : ألا إنّ الحقّ في عليّ وشيعته ، ثمّ ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض : ألا إنّ الحقّ في عثمان وشيعته ، فعند ذلك يرتاب المبطلون » (٤).
وعنه عليهالسلام قال : « خمس قبل قيام القائم من العلامات : الصيحة ، والسفياني ، والخسف بالبيداء ، وخروج اليماني ، وقتل النفس الزكيّة » (٥).
وعنه عليهالسلام : « لا يخرج القائم حتّى يخرج اثنا عشر من بني هاشم كلّهم يدعو
__________________
(١) الرعد (١٣) : ٣٩.
(٢) « الكافي » ١ : ٣٦٨ ، باب كراهية التوقيت ، ح ١.
(٣) المعروف أنّ كتاب « الغيبة » للشيخ الطوسي رحمهالله وللنعماني رحمهالله وليس للصدوق رحمهالله ولعلّه كان مراد المصنّف منه كتاب إكمال الدين للصدوق ، راجع منه ص ٦٤٩ وما بعدها.
(٤) « الإرشاد » للمفيد ٢ : ٣٧١ ؛ « إعلام الورى » ٢ : ٢٧٩.
(٥) « الغيبة » للطوسي : ٤٣٦ ؛ « الغيبة » للنعماني : ٤٥٢ ، ح ٩.