الرجل نادى قريشا ، مستجيرا بهم وذكّرهم حرمة البيت ، فأحالوه على النبيّ صلىاللهعليهوآله استهزاء به ، فأتاه مستجيرا به فمضى معه ودقّ الباب على أبي جهل ، فعرفه وخرج مبهوتا فقال : أهلا بأبي القاسم ، فقال له : « أعط هذا حقّه » قال : نعم ، فأعطاه من فوره ، فقيل له في ذلك ، فقال : إنّي رأيت ما لم تروا ، رأيت والله على رأسه تنّينا فاتحا فاه ، والله لو أبيت لالتقمني (١).
[٢٥] ومنها : ستره صلىاللهعليهوآله عن نظر أمّ جميل حين جاءت إليه صلىاللهعليهوآله [ وهي تقول : مذمّما أبينا ] (٢) بعد نزول ( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ ) (٣) فرأت أبا بكر ولم تر رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالت : يا أبا بكر ، أخبرت أنّ صاحبك هجاني ، فقال : لا وربّ البيت ما هجاك ، فولّت (٤).
[٢٦] ومنها : ستره عمّن أرادوا قتله من بني مخزوم ، ومنهم أبو جهل حيث أرسلوا الوليد [ ليقتله ] (٥) فانطلق حتّى انتهى إلى المكان الذي كان يصلّي فيه ، فجعل يسمع قراءته ولا يراه ، فانصرف إليهم فأعلمهم ذلك ، فأتاه أبو جهل وغيره ، فلمّا انتهوا إلى ذلك المكان الذي سمعوا صوته ، وذهبوا إلى الصوت ، فإذا الصوت من خلفهم ، وهكذا ، وذلك قوله تعالى : ( وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا ) (٦) الآية.
[٢٧] ومنها : أنّه صلىاللهعليهوآله كان في غزاة الطائف ومسيره ليلا على راحلته بواد بقرب الطائف يقال له : « نجيب » ذو شجر كثير من سدر وطلح ، فغشي وهو في وسن النوم سدرة في سواد الليل ، فانفجرت السدرة له بنصفين فمرّ بين نصفيها ، وبقيت السدرة
__________________
(١) « إعلام الورى » ١ : ٨٦.
(٢) الزيادة أثبتناها من « إعلام الورى » ١ : ٨٧.
(٣) المسد (١١١) : ١.
(٤) « دلائل النبوّة » للبيهقي ٢ : ١٩٥ ؛ « إعلام الورى » ١ : ٨٧.
(٥) الزيادة أثبتناها من « إعلام الورى » ١ : ٨٨.
(٦) « دلائل النبوّة » للبيهقي ٢ : ١٩٧ ؛ « إعلام الورى » ١ : ٨٨ ، والآية في سورة يس (٣٦) : ٩.