بالأسرار يراد به الشعاع ، وهي واحد من سبعين ، ممثّلا جسم النبيّ صلىاللهعليهوآله قرص الشمس ، وقلوب شيعتهم خلقوا من الشعاع الواقع على الأرض من قرص الشمس ، فإذا عرفت هذا عرفت أنّه يصعد بجسمه ولا يكون خرق ولا التئام.
بقي شيء وهو أنّا نقول : الجسم هو كذلك ، ولكنّه ليس بصورة البشريّة التي تحسّ وهي متّحدة وحكمها حكم سائر الأجسام الجماديّة ، والصعود بها يلزم الخرق والالتئام.
ونجيب بأنّ الصورة البشريّة عند إرادة صعوده يجوز فيها احتمالان في الواقع ، هما سواء في الظاهر : الأوّل أبعد عن العقول ، والآخر أقرب.
فالأوّل : أنّ الصاعد كلّما صعد ألقى منه عند كلّ رتبة منها ، مثلا إذا أراد تجاوز كرة الهواء ألقى ما فيه من الهواء فيها ، وإذا أراد تجاوز كرة النار ألقى ما فيه منها فيها ، وإذا رجع أخذ ماله من كرة النار ، فإذا وصل الهواء أخذ ماله من الهواء.
لا يقال على هذا : إنّ هذا قول بعروج الروح خاصّة ؛ لأنّه إذا ألقي ما فيه عند كلّ رتبة لم يصل إلاّ الروح.
لأنّا نقول : إنّا لو قلنا بذلك فالمراد بها أعراض ذلك ؛ لأنّ ذوات ذلك لو ألقاها بطلت نبيّته ، ونبيّته باقية لا تنقل ، وإنّما مرادنا الجسم بالنسبة إلى عالم الكون ، وإلاّ فهو على ما هو عليه من التجسّد والتخطيط.
والثّاني : أنّ الصورة البشريّة التي هي المقدار والتخطيط تابعة للجسم في لطافته وكثافته ، فإنّ الملك مثل جبرئيل إذا رجع في صورة البشر كصورة دحية بن خليفة الكلبي يخرج بقدر دحية ، مع أنّه يملأ ما بين السماء والأرض ، ولو شاء حينئذ من في ثقب الإبرة وأصغر ؛ لأنّ الأجسام اللطيفة النورانيّة تكون بحكم الأرواح وإلاّ لا تزاحم فيها ولا تضايق ، ولهذا يبلغ المعصوم عليهالسلام من مشرق الدنيا إلى مغربها في أقلّ من طرفة عين ولا يستغربه السامع ، وهذا هو ذلك بعينه ، فافهم.
وأمّا معرفة الأفاعيل الإلهية فلأنّه إنّما توهّم من توهّم من جهة أنّ العالم على