الشفاعة ، والأعمال الحسنة ، والبكاء على مصائب الأئمّة عليهمالسلام سيّما سيّد الشهداء ، ونزول البلاء والمصائب ، ونحو ذلك من أسباب النجاة ، كالتوبة التي هي أيضا من المسقطات في جميع الأمم ، بل بالنسبة إلى آدم وبني آدم وغيرهم ـ كما لا يخفى على من لاحظ ما بيّن أحوال الأنبياء وغيرهم ـ مضافا إلى أنّ أمثال ذلك الاعتراض بعد ثبوت النبوّة أو الإمامة بالمعجزة المصدّقة من أفحش الأغلاط.
ومنها : أنّ كتب الأنبياء السابقين مشتملة على الإشارة إلى بعث عيسى وأفعاله ، كما ورد في التوراة : « أنّ الأبناء يأخذون ابن السلطان ، والشيطان يلسع عقبه ، ووعد الله إبراهيم وإسحاق ويعقوب أن يبارك في أولادهم ».
وفي شعيا : « أنّ بنتا باكرة تحمل وتضع ابنا » [ و ] غير ذلك من الإشارات ؛ ولهذا يكذّبه اليهود وسكتوا حتّى جرى دينه وانتشرت أحكامه التي هي على خلاف أهواء أنفسهم وهو من المعجزات.
والجواب ـ مضافا إلى كذبه ؛ لأنّ اليهود كذّبوا عيسى عليهالسلام وقصدوا قتله ، وأنّ كونه ابنا خلاف العقل والنقل ، فيكون ما يدلّ عليه من الموضوعات والمحرّفات ـ : أنّا بيّنّا أنّ الكتب السماويّة مشتملة على بيان بعث نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله ، كما أنّ عيسى عليهالسلام قال : ( يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ ) (١).
مع أنّ إثبات الشيء لا ينفي ما عداه ، فبعد الإتيان بالمعجزات المصدّقة والبراهين القاطعة لا بدّ من تصديق من أتى بها ، ونبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله ادّعى النبوّة الممكنة وأتى بالمعجزة المصدّقة بالتواتر والتظافر المفيدين للقطع العقلي كسائر القطعيّات ، وكلّ من ادّعى النبوّة الممكنة وأتى بالمعجزة المصدّقة فهو حقّ بلا شبهة ؛ لقبح إظهار المعجزة المصدّقة على يد الكاذب بالبديهة العقليّة ، فنبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله نبيّ مطلق
__________________
(١) الصفّ (٦١) : ٦.