بأصحابك ما فعلت ، غيري. فإن كان هذا من سخطّ عليَّ فلك العتبى والكرامة. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : والذي بعثني بالحق ، ما أخّرتك إلاّ لنفسي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبّي بعدي. وأنت أخي ووارثي. قال : وما أرث منك يا رسول الله؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلي. قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال : كتاب ربّهم وسنّة نبيهم. وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي.
حم. في كتاب مناقب علي » (١).
فهذا الحديث الذي رواه إمامهم أحمد بن حنبل وارد في مورد المواخاة ، وهو يدلّ على افضلية أمير المؤمنين وأعلميته وعصمته ... كما لا يخفى ... وكلّ ذلك مستلزم للإمامة والخلافة بلا فصل ...
فظهر : أن الحديث على عمومه المعترف به ، ولا موجب لرفع اليد عن ذلك ...
وأمّا رفع اليد عن ظهوره في العموم من جهة أن من منازل هارون كونه نبياً وكونه أخاً نسبياً ، وعلى عليهالسلام لم يكن نبيّاً ولم يكن أخاً نسبيّاً لرسول الله ، ففيه :
أمّا أوّلاً : لقد ذكر التفتازاني في ( شرح المقاصد ) إشكال انتفاء الأخوة على الإستدلال وأجاب عنه بنفسه وهذه عبارته : « ليس الإستثناء المذكور إخراجاً لبعض أفراد المنزلة ، بمنزلة قولك : إلاّ النبوة ، بل هو منقطع ، بمعنى لكن ، فلا يدل على العموم كما لا يخفى على أهل العربية ، كيف؟ ومن منازله الاخوة في النسب ولم تثبت لعلي رضي الله عنه. اللّهمّ إلاّ أن يقال : إنها بمنزلة المستثنى لظهور إنتفائها ».
وتبعه القوشجي في ( شرح التجريد ).
__________________
(١) كنز العمال ، كتاب الفضائل ، فضائل الخلفاء ، فضل علي عليهالسلام.