القاسم ، أنت على خير إن شاء اللّه».
وقام فدخل الطواف ، فما بقي أحد منّا إلّا وقد تعلّم ما ذكر من الدعاء ، وأنسينا أن نتذكّر أمره إلّا في آخر يوم.
فقال لنا المحمودي : يا قوم أتعرفون هذا؟
قلنا : لا.
قال : هذا واللّه صاحب الزَّمان.
فقلنا : وكيف ذاك يا أبا عليّ؟
فذكر أنّه مكث يدعو ربّه عزّ وجلّ ويسأله أن يريه صاحب الأمر سبع سنين.
قال : فبينا أنا يوماً في عشية عرفة فإذا بهذا الرجل بعينه فدعا بدعاء وعيته فسألته ممّن هو؟ فقال : «من النّاس».
فقلت : من أيّ النّاس ، من عربها أو مواليها؟
فقال : «من عربها».
فقلت : من أيّ عربها؟
فقال : «من أشرفها وأشمخها».
فقلت : ومن هم؟
فقال : «بنو هاشم».
فقلت : من أيّ بني هاشم؟
فقال : «من أعلاها ذروةً ، وأسناها رفعةً».
فقلت : وممّن هم؟
قال : «ممّن فلق الهام ، وأطعم الطعام ، وصلّى بالليل والنّاس نيام».
فقلت : إنّه علويّ فأحببته على العلوية ، ثمّ افتقدته من بين يذيّ ، فلم أدر كيف مضى في السماء أم في الأرض ، فسألت القوم الَّذين كانوا حوله : أتعرفون هذا العلوي؟ فقالوا : نعم ، يحجّ معنا كلّ سنة ماشياً.
فقلت : سبحان اللّه ، واللّه ما أرى به أثر مشي ، ثمّ انصرفت إلى المزدلفة كئيباً