المقام الثاني في التراجيح
(٧) قوله : ( الترجيح : تقدّم إحدى الأمارتين على الأخرى ... الى آخره ). ( ج ٤ / ٤٧ )
تعريف الترجيح
أقول : التّرجيح في اللّغة والعرف جعل الشّيء راجحا وقد اختلفت كلماتهم في المراد منه ، فعن الأكثر هو اقتران الأمارة بما يتقوّى على معارضها وعن بعض تبعا لشيخنا البهائي في « الزّبدة » (١) وتلميذه الشّارح (٢) في شرحها : أنّه تقديم
__________________
(١) زبدة الأصول : ١٦٩.
(٢) العالم الفقيه والأصولي النّبيه الشيخ جواد بن سعد الله بن جواد الكاظمي المعروف على ألسنة القوم بالفاضل الجواد. المتوفّي سنة ١٠٦٥ ه من أجلّة تلامذة الشيخ البهائي وأعاظمهم وكتابه هذا يسمّى بغاية المأمول في شرح زبدة الأصول كبير جدّا ونفيس للغاية أودعه مهمّات علم الأصول وبسط القول فيها لكنّه لا يزال إلى يومنا هذا مخطوطا في زوايا المكتبات لا يعرف له قدر ، وقد ابتلينا في الآونة الأخيرة بالتهاون بالتراث خصوصا وأن ضعفاء الناس يتصوّرون بأن لا قيمة للتّراث السابق من ناحية علميّة ـ لمكان التطوّر العلمي الجاد في هذا الباب بحيث لا تعود الحاجة للمرور بالمخطوطات وإحياءها من جديد لما أنها تشتمل على أبحاث قد أكل الدّهر عليها وشرب.
والحقيقة : انه ليس كما يظنّ هؤلاء ، والغاية أبعد من ذلك وإلى الله عزّ وجل المشتكى.