ما فرّعه الشهيد الثاني على قاعدة الجمع
(٤) قوله قدسسره : ( بقي في المقام : أنّ شيخنا الشّهيد الثّاني فرّع ... إلى آخره ). ( ج ٤ / ٢٩ )
في بيان إجراء قاعدة الجمع في البيّنات
أقول : أراد قدسسره بهذا التّكلّم في القاعدة المعروفة في « البيّنات » وبيان حالها بالنّسبة إليها بعد الفراغ عن التّكلّم فيها في الأخبار وإن كان خارجا عن محلّ الكلام تبعا لثاني الشّهيدين ( قدس أسرارهما ) ؛ حيث إنّه عمّمها لتعارض البيّنات ، بل جعل جريانها فيه من فروع القاعدة.
ثمّ إنّه لا إشكال بل لا خلاف ظاهرا إلاّ عن بعض في كون التّنصيف ميزانا للقضاء في الجملة كالبيّنة ، واليمين ، والنّكول ، والقرعة في الجملة. إنّما الكلام في أنّ مقتضى القاعدة فيما يقبل التّنصيف بعد فقد ما اتّفقوا على كونه ميزانا من البيّنة السّليمة ، أو الرّاجحة ، واليمين ، والنّكول هو الرّجوع إلى القرعة ، أو التّنصيف.
كما أنّه لا إشكال في أنّ محلّ الكلام فيما أقام كلّ من المتداعيين بيّنة على طبق دعواه ، وإلاّ فيخرج عن مفروض البحث ومورد التّفريع وكلام الشّهيد رحمهالله « دار تداعياها وهي في يدهما أو لا يد لأحد عليها فأقاما بيّنة » (١) وكلامه وإن كان مطلقا إلاّ أنّ من الواضح كون محلّ كلامه فيما تعادلتا من حيث المرجّحات
__________________
(١) تمهيد القواعد : ٢٨٤.