ولد ببغداد سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ، وطلب العلم في صغره ، فظهرت عليه أمارات الذكاء ، وابتدأ بقول الشعر بعد أن جاوز عشر سنين بقليل.
قرأ على الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، هو وأخوه المرتضى.
وأخذ النحو والفقه والحديث وغيرها ، عن جمع من المشايخ ، منهم : أبو سعيد السيرافي النحوي ( المتوفى ٣٦٨ ه ) ، وأبو علي الفارسي النحوي ( المتوفى ٣٧٧ ه ) ، وأبو الفتح عثمان بن جنّي ، والقاضي عبد الجبار المعتزلي ، والفقيه أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي ، وأبو القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى بن داود الجراح ، وأبو محمد هارون بن موسى التلعكبري ، وعليّ بن عيسى الرّبعي ، وآخرون.
روى عنه : أحمد بن الحسين الخزاعي النيسابوري ، وجعفر بن محمد الدوريستي ، والقاضي أحمد بن علي بن قدامة ، ومحمد بن علي الحلواني ، وآخرون.
وكان من كبار العلماء والشعراء المفلقين ، متبحّرا في علوم القرآن فقيها ، عارفا بالنحو واللغة ، ذا هيبة وجلالة ، وإباء وشمم.
قال أبو الفرج ابن الجوزي : كان عالما فاضلا ، وشاعرا مترسّلا ، عفيفا ، عالي الهمّة ، متديّنا ، عرف من الفقه والفرائض طرفا قويا. وكان سخيّا جوادا.
وقال ابن أبي الحديد : كان عفيفا ، شريف النفس ، عالي الهمّة ، ملتزما بالدين وقوانينه ، ولم يقبل من أحد صلة ولا جائزة ، حتى إنّه ردّ صلات أبيه ، وكان لعلوّ همّته تنازعه نفسه إلى أمور عظيمة ، يجيش بها خاطره ، وينظمها في شعره.
وكان أبو أحمد الحسين بن موسى والد الرّضي يتولّى نقابة الطالبيين ،