وكان من أجلاّء علماء الإمامية ، فقيها ، محدّثا ، متبحّرا في التفسير ، عمدة فيه ، محققا ، لغويا ، ذا معرفة بعلوم أخرى.
صنّف في التفسير كتبا ثلاثة ، هي : مجمع البيان ( طبع في كل من إيران ولبنان في عشرة أجزاء ) ، الكاف الشاف من كتاب الكشاف (١) ، وجوامع الجامع ( طبع في لبنان في جزءين كبيرين ) ويعبّر عنه بالوسيط.
وله أيضا ؛ الاختيار في « المقتصد » في النحو لعبد القاهر الجرجاني ، غنية العابد ومنية الزاهد ، الفائق ، إعلام الورى بأعلام الهدى ( مطبوع ) ، تاج المواليد ، والآداب الدينية للخزانة المعينة ، وغيرها.
قال أبو الحسن البيهقي في « تاريخ بيهق » : وتصانيفه ـ يعني تصانيف الطبرسي ـ كثيرة ، والغالب على تصانيفه الاختيار ، والاختيار أعلى مرتبة من الكتب ، فإنّ اختيار الرجل يدلّ على عقله ... ثم قال : وفي علوم الحساب والجبر والمقابلة ، كان المشار إليه. وله أشعار كثيرة أنشأها أيام الصّبا (٢).
وكان أبو علي الطبرسي قد انتقل من مدينة مشهد إلى بيهق سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ، ففوّضت إليه مدرسة باب العراق ، وأقام بيهق إلى حين وفاته.
روى عنه جماعة من العلماء ، منهم : ولده أبو نصر الحسن ، ومحمد بن علي
__________________
(١) ومؤلف الكشاف هو العلامة جار الله محمود بن عمر بن محمد الزمخشري ، المعتزلي ( المتوفّى ٥٣٨ ه ).
(٢) نقلناه من مقدمة « إعلام الورى بأعلام الهدى » بقلم السيد محمد مهدي الخرسان ، وأبو الحسن البيهقي هو : القاضي علي بن زيد بن محمد بن الحسين الأوسي ، توفي سنة ( ٥٦٥ ه ).