وتشديد الضغوط على علماء الشيعة إلى أصفهان ، فسمع به (١) السلطان طهماسب الصفوي ، فأرسل في طلبه ، فلما حضر بين يديه في مقر سلطنته بقزوين ، بجّله غاية التبجيل ، وفوّض إليه منصب شيخ الإسلام بقزوين ، فأقام بها صلاة الجمعة ، ووعظ ، ودرّس ، واستمر على ذلك سبع سنين ، ثم نقل إلى مدينة مشهد المقدسة ، فأقام فيها مدة ، ثم أمره السلطان المذكور بالتوجه إلى هراة ، وكان أكثر أهلها من غير الشيعة ، وأمر حاكم خراسان بأن ينتهي إلى رأي المترجم ولا يخالفه ، فعظمت حرمته ، وتصدى للوعظ والإرشاد والتدريس ، واشتهر ، فقصده العلماء من الأطراف ، وانتشر به مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، وأقام هناك ثماني سنوات.
ثم حجّ في سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة ، وزار المدينة المنورة ، ثم توجه إلى البحرين ، فسكنها إلى أن مات بها في الثامن من ربيع الأوّل سنة أربع وثمانين وتسعمائة ، وقبره بها مشهور مزور.
وكان قد أخذ عن المترجم جماعة ، وروى عنه آخرون سماعا وإجازة ، منهم : ولده بهاء الدين محمد وقرأ عليه جملة من الكتب في المعقول والمنقول ، وولده أبو تراب عبد الصمد بن الحسين ، والحسن بن الشهيد الثاني ، والسيد حسن بن علي ابن شدقم الحسيني المدني ، وشرف الدين بن إبراهيم الأصفهاني ، وملك علي ، وأبو محمد الشهير ببايزيد البسطامي ، ومعاني التبريزي ، والسيد محمد باقر ابن محمد الأسترابادي الشهير بالداماد.
__________________
(١) حيث أخبر علي بن هلال الكركي ( المتوفّي ٩٨٤ ه ) السلطان طهماسب بورود المترجم إلى أصفهان ووصف له علمه وفضله ، وكان الكركي المذكور شيخ الإسلام بأصفهان.