وأن يعيد حياة الحكمة المتعالية التي لولاه لاندرست معالمها بالمرّة وانطمست آثارها أو كادت ، درّس أكثر الكتب التي خطّتها يراعة الملاّ صدر الدّين كرارا ومرارا لمدّة سبعين سنة حضر عليه عدد لا يقلّ عن الخمسمائة من طلبة العلوم العقليّة وتخرّجوا عليه وكان منهم : الملا إسماعيل الدرب كوشكي المعروف بواحد العين والسيد رضي اللاريجاني المازندراني والميرزا حسن النوري ومحمد جعفر اللاهيجي وعبد الله الزنوزي المدّرس والملا هادي السبزواري صاحب المنظومة المعروفة في الحكمة والمنطق.
خلّف الآخوند النوري آثارا جليلة كلها في شرح وتفسير الحكمة المتعالية والدفاع عنها ، نذكر منها : حاشية على تفسير الملا صدرا ، تعليقات على أسرار الآيات ، حاشية على الرسالة العرشية ، حاشية على الشواهد الربوبيّة ، حاشية على مشكلات الأسفار ورسائل أخرى مستقلة.
والذي يلفت النظر في حياة هذا الفيلسوف الكبير زهده وورعه وتقواه وتعبّده بظواهر الشرع المقدّس إلى حدّ كبير جدّا وكانت بينه وبين كبار فقهاء عصره مراودات كما يحكي عن ذلك الرسالة التي كتبها الفقيه الاصولي الشهير الميرزا القمي المتوفي سنة ١٢٣١ ه جوابا لإستفتاء بعثه إليه المترجم ( تجده في المجلّد الثاني من جامع الشتات للميرزا القمي ).
توفي رضوان الله تعالى عليه سنة ١٢٤٧ ه أو ١٢٤٦ ه على خلاف بينهم.