ووفق جلّ تلامذته للرئاسة العلمية ، وأجاز جملة منهم السيد مهدي القزويني (١) المتوفى سنة ١٣٠٠ ونظراءه ، وكان له مسلك خاص بتدريس علم الأصول افترق به عن معاصريه وسابقيه وكتب فيه كتابة ملؤها التحقيق إلاّ أنه قدسسره أختار تعقيد عبارتها ويراه فنا امتاز به ، وأصبحت كفايته في الأصول عليها مدار تدريس الطلاب حيث ان جل تلامذته كتبوها ودرّسوا تلاميذهم بكتابتهم وهكذا ، ودراستها أتعبت طلاب العلوم خصوصا إذا كان مدرّسها فارسيّا.
أساتذته :
تتلمذ في الفقه على فقيه العراق الشيخ راضي النجفي (٢) ، وفي الأصول حدود السنتين على الشيخ المرتضى الأنصاري ، وعلى السيد ميرزا محمد حسن
__________________
(١) هذا الكلام لا يخلو من مبالغة ؛ لأن الآخوند أعلى الله تعالى مقامه لمع نجمه بعد وفاة السيد مهدي القزويني وأقدم تلامذته هو السيد حسن الصدر الكاظمي وكانت أوّل دورته الأصوليّة التي شارك فيها السيد الصدر بعد مراجعته من سامرّاء حدود سنة ١٢٩٤ ه ولم يكن عنده عدد يعتنى به من التلامذة. وإنما بزغ رضوان الله تعالى عليه بعد فوت جملة من الأعاظم أمثال المجدد والإيرواني والكاظميّين والتبريزي والرشتي وتكفير المحقق الطهراني ، وبناء على ذلك فيكون اشتهار الآخوند حدود سنة ١٣١٥ ه فما بعد ، خصوصا بعد ثورة المشروطة وتضعيف السيد اليزدي لمخالفته لها (١).
وهذا لا يمنع أن يكون له قبل ذلك ـ أي : بعد سنة ١٣٠٠ ه إلى ١٣١٥ ه ـ تلامذة حصلوا على إجازات من أكابر عصرهم أمثال الشيخ محمد طه نجف والفاضل الشربياني وآغا رضا الهمداني ونظراءهم ، بل ومثل حبيب الله الرشتي المتوفى سنة ١٣١٢ ه والله العالم. ( الموسوي ).
(٢) وكذلك الشيخ مهدي كاشف الغطاء رضوان الله تعالى عليه. ( الموسوي )