محن الدنيا وبلاؤها ، وظلم المنافقين والغاصبين من عبادي من (١) نصحتهم وخانوك ، ومحضتهم وغشوك ، وصافيتهم وكاشحوك (٢) ، وأرضيتهم (٣) وكذبوك ، وانتجيتهم (٤) وأسلموك ، فإني بحولي (٥) وقوتي وسلطاني لأفتحن على روح من يغصب بعدك عليا حقه ألف باب من النيران من سفال الفيلوق ، ولأصلينه (٦) وأصحابه قعرا يشرف عليه إبليس فيلعنه ، ولأجعلن ذلك المنافق (٧) عبرة في القيامة لفراعنة الأنبياء وأعداء الدين في المحشر ، ولأحشرنهم وأولياءهم وجميع الظلمة والمنافقين إلى نار جهنم زرقا كالحين أذلة خزايا نادمين ، ولأخلدنهم فيها أبد الآبدين ، يا محمد! لن يوافقك (٨) وصيك في منزلتك إلا بما يمسه من البلوى من فرعونه (٩) وغاصبه الذي يجترئ علي ويبدل كلامي ، ويشرك بي ويصد الناس عن سبيلي ، وينصب من (١٠) نفسه عجلا لأمتك ، ويكفر بي في عرشي ، إني قد أمرت
__________________
(١) الذي ، بدلا من : من ، جاءت في المحتضر.
(٢) قال في الصحاح ١ ـ ٣٩٩ : الكاشح : الذي يضمر لك العداوة ، يقال : كشح له بالعداوة وكاشحه بمعنى ، وانظر : النهاية ٤ ـ ١٧٥ ، ومجمع البحرين ٢ ـ ٤٠٧ ، والقاموس المحيط ١ ـ ٢٤٥.
(٣) في المصدر : وصدقتهم ، بدلا من : وأرضيتهم.
(٤) في ( ك ) : انتجبتهم. وفيه نسخة بدل : جنبتهم. وفي المحتضر : أنجيتهم.
(٥) في المحتضر : فأنا آليت بحولي.
(٦) في ( س ) : ولأصلبنه ، وفي المصدر : من أسفل الفيلوق ولأصلينه.
أقول : قال في القاموس ٤ ـ ٣٥٢ : صلى اللحم يصليه صليا : شواه أو ألقاه في النار للإحراق كأصلاه وصلاه وصلاه. وفيه ٤ ـ ٣٥٢ : وأصلاه النار وصلاه إياها وفيها وعليها .. أدخله إياها وأشواه فيها. وانظر : الصحاح ٦ ـ ٢٤٠٢ ـ ٢٤٠٤ و ٣ ـ ٥٠ ـ ٥١ ، ومجمع البحرين ١ ـ ٢٦٦ ٢٦٩. أما الفيلوق : فلعله مأخوذ من الفلق الذي قيل إنه صدع في النار أو جب في جهنم يتعوذ أهل النار من شدة حره سأل الله أن يأذن له أن يتنفس فأذن له فأحرق جهنم ، كما فصله شيخنا الطريحي في مجمع البحرين ٥ ـ ٢٢٩. ولاحظ : القاموس ٣ ـ ٢٧٧ وغيره.
(٧) في ( س ) : المنافقين.
(٨) في المحتضر : لن يرافقك ، وهو الظاهر. وفي البحار : إن مرافقك.
(٩) في ( س ) : من فرعون ـ بلا ضمير ـ.
(١٠) لا توجد : من ، في المصدر.