وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ ثُمَّ نُسِخَ بِشَهْرِ رَمَضَانَ ، وَعَنْهُ أَيْضاً أَنَّهَا شَهْرُ رَمَضَانَ.
وبه قال الأكثر. قوله : ( دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ ) [ ١٢ / ٢٠ ] أي قليلة ، فإنهم كانوا يزنون ما بلغ الأوقية ويعدون ما دونها ، قيل كانت عشرين درهما ، وقيل اثنين وعشرين درهما.
وَفِي الْخَبَرِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقِيَامَةِ مَتَى تَكُونُ؟ قَالَ : إِذَا تَكَامَلَتِ الْعِدَّتَانِ.
قال القتيبي معناه قاله عدة أهل الجنة وعدة أهل النار إذا تكاملت عند الله تعالى لرجوعهم إليه ، فحينئذ قامت القيامة. قال الفارسي : ويحتمل أنه أراد بِالْعِدَّتَيْنِ عدة حياة الأحياء من الحيوانات ثم مدة موتهم التي هي العدة في علم الله تعالى.
وَفِي الْحَدِيثِ « لَا عِبْرَةَ فِي الْعَدَدِ ».
يعني في ثبوت الهلال في شهر رمضان ، ومعناه عَدَدُ شعبان ناقصا أبدا وشهر رمضان تاما أبدا ، وقيل هو عد خمسة من هلال الماضي وجعل الخامس أو الحاضر وقيل عد شهر تاما وشهر ناقصا. وفِيهِ « مَنْ عَدَّ غَداً مِنْ أَجَلِهِ فَقَدْ أَسَاءَ صُحْبَةَ الْمَوْتِ ».
أي من جعله من عمره. والعُدَّةُ : ما أعددته لحوادث الدهر من المال والسلاح ونحو ذلك ، والجمع عُدَدٌ مثل غرفة وغرف. وأَعْدَدْتُهُ إِعْدَاداً : أي هيأته وأحضرته واسْتَعَدَّ له : تهيأ ، ومنه الِاسْتِعْدَادُ. واسْتَعِدُّوا للموت : أي أعدوا ، من استفعل بمعنى أفعل ، كما يقال استجاب بمعنى أجاب ، وتكون للطلب أي اطلبوا العدة للموت. وفي الحديث ذكر طَلَاق العِدَّةِ وهو أن يطلق ثم يراجع في العدة ويطأ ثم يطلق وهكذا ، وطَلَاقُ السُّنَّة وهو أن يطلق ثم يراجع ولا يطأ. وفي التهذيب ذكر تفسيرهما في أول باب أحكام الطلاق (١)و عَدَدْتُ الشيء ـ من باب قتل ـ : أحصيته ، والاسم العَدَدُ والعَدِيدُ. والعَدَدُ : هو الكمية المتألفة من الواحد فيختص بالمتعدد في ذاته. قال في المصباح : وعلى هذا فالواحد ليس بعدد لأنه غير متعدد. وقال النحاة الواحد من العدد
__________________
(١) التهذيب ج ٨ صلى الله عليه وآله ٢٥ ـ ٢٨.