وهو تحقيق التوبة.
وَفِي حَدِيثِ الْجَارِيَةِ الْمُعْصِرِ « ثُمَ عَقَدَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى تِسْعِينَ » ثُمَّ قَالَ : « تَسْتَدْخِلُ الْقُطْنَةَ ثُمَّ تَدَعُهَا مَلِيّاً ».
التسعون هي من الأعداد ، وهي بحساب اليد عبارة عن لف السبابة ووضع الإبهام بحيث لا يبقى بينهما إلا خلل يسير ، وكأنه كناية عن حفظ السر حفظا محكما كإحكام القابض على تسعين ، لأن ما قبله من الكلام هكذا
« ثُمَّ نَهَدَ إِلَيَّ فَقَالَ : يَا خَلَفُ سِرُّ اللهِ سِرُّ اللهِ لَا تُذِيعُوهُ » (١).
وربما كان العَقْدُ على تسعين بيانا لكيفيه إدخال القطنة ، وقرينة اليسرى تدل عليه.
وَفِي حَدِيثِ الصَّادِقِ عليه السلام : « أَسْلَمَ أَبُو طَالِبٍ بِحِسَابِ الْجَمَلِ ».
ثم عقد بيده ثلاثة وستين ، يريد عنى بذلك إله أحد جواد ، وتفسير ذلك على ما ذكر في معاني الأخبار أن الألف واحد واللام ثلاثون والهاء خمسة والألف واحد والحاء ثمانية والدال أربعة والجيم ثلاثة والواو ستة والألف واحد والدال أربعة ، فذلك ثلاثة وستون (٢)و العَقْدُ من مواضعات الحساب يستعمل في الأصابع ، ومنه « وعَقَدَ عشرا » وسيجيء في جمل مزيد كلام في هذا المقام. و « العُقْدَةُ » بالضم : ما تمسكه وتوثقه ومنه « عُقْدَةُ البيع » ونحوه من باب ضرب. وعَقَدْتُ اليمين وعَقَّدْتُهَا بالتشديد توكيد. و « عُقَدُ عَزِيمَاتِ اليَقِينِ » ما انعقد في النفس من العزم على يقين. و « العِقْدُ » بالكسر : القِلادة. ومنه « انقطع عِقْدٌ لي » والجمع عُقُودٌ كحمل وحمول ، ويقال تَعَقَّدَ الخيط وخيوط مُعَقَّدَة للكثرة. وتَحَلَّلَ عُقَدُهُ : سكن غضبه. وثلاث عُقَدٍ بضم عين وفتح قاف جمع
__________________
(١) الكافي ج ٣ صلى الله عليه وآله ٩٣.
(٢) حديث الصادق عليه السلام في معاني الأخبار صلى الله عليه وآله ٢٨٥ ، وشرح الحديث مأخوذ من كلام للحسين بن روح ـ انظر نفس الكتاب والصفحة.