مَا لِي عِنْدَكَ؟ قَالَ : أَتَمُّ مَكْرُمَةٍ. قَالَ : هَذَا قَبْرُهُ. فَقَالَ لَهُ الرَّشِيدُ : مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَهُ؟ قَالَ : كُنْتُ أَجِيءُ مَعَ أَبِي نَزُورُهُ وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ يَجِيءُ مَعَ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ عليه السلام فَيَزُورُهُ ، وَإِنَّ جَعْفَراً كَانَ يَجِيءُ مَعَ أَبِيهِ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ عليه السلام فَيَزُورُهُ ، وَكَانَ الْحُسَيْنُ عليه السلام عَلِمَهُمْ بِمَكَانِ الْقَبْرِ ، فَأَمَرَ الرَّشِيدُ أَنْ يُحَجَّرَ الْمَوْضِعُ.
فكان أول أساس فيه ثم تزايدت الأبنية فيه في أيام السامانية وبني حمدان وتفاقم في أيام الديلم أي أيام بني بويه ـ انتهى. ونقل أن عضد الدولة هو الذي أظهر قبر علي عليه السلام وعمَّر المشهد هناك وأوصى أن يدفن به ، اسمه فناخسرو أبو شجاع ابن ركن الدولة بن الحسن ابن بويه الديلمي ، وكان عظيم الدولة أعظم بني بويه مملكة.
( فيد )
فِي الْحَدِيثِ « مَاتَتْ ابْنَةٌ لَهُ بِفَيْدٍ ».
هو على وزن بيع : منزل بطريق مكة ، ويقال بليدة بنجد على طريق الحاج العراقي. وفي القاموس فَيْد بطريق مكة شرفها الله تعالى على طريق الشام (١). والفَائِدَة : ما استفدت من علم أو مال. وما فَادَتْ له فَائِدَةٌ : أي ما حصلت. وأَفَدْتُ المالَ : استفدته. و « أحمد الفَائِدِيُ » رجل من رواة الحديث (٢). و « المُفِيدُ » لقب الشيخ محمد بن محمد بن النعمان ، شيخ الشيخ الطوسي. قال ابن إدريس في آخر السرائر في ترجمة المُفِيدِ : وكان من أهل عكبر في
__________________
(١) في معجم البلدان ج ٤ صلى الله عليه وآله ٢٤٨ : وفيد بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة يودع الحاج فيها أزوادهم وما يثقل من أمتعتهم عند أهلها ، فإذا رجعوا أخذوا أزوادهم ووهبوا لمن أودعوها شيئا من ذلك ، وهم مغوثة للحاج في مثل ذلك الموضع المنقطع ، ومعيشة أهلها من ادخار العلوفة طول العام إلى أن يقدم الحاج فيبيعونه عليها.
(٢) أحمد بن علي الفائدي أبو عمرو القزويني شيخ ثقة من أصحابنا وجه ، له كتاب كبير رجال النجاشي صلى الله عليه وآله ٧٥.