ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « كَانَ إِذَا تَطَاوَلَ قَدَّ وَإِذَا تَقَاصَرَ قَطَّ ».
أي قطع طولا وقطع عرضا. و « القَدُّ » كفلس : جلد السخلة الماعزة ، والجمع أَقُدُّ وقِدَادٌ مثل أفلس وسهام. والقَدُّ : القامة ، ومنه الْحَدِيثُ « أُتِيَ بِالْعَبَّاسِ أَسِيراً بِغَيْرِ ثَوْبٍ فَوَجَدُوا قَمِيصَ ابْنِ أُبَيٍ يُقَدُّ عَلَيْهِ فَكَسَاهُ إِيَّاهُ ».
أي كان على قده والقِدُّ كحِمْل : سير يقد من جلد غير مدبوغ ، والقِدَّةُ أخص منه. ومنه الْخَبَرُ « مَوْضِعُ قِدِّهِ فِي الْجَنَّةِ أَوْ قَدّ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ».
و « القِدَّةُ » بالكسر أيضا الطريقة والفرقة من الناس ، والجمع قِدَدٌ مثل سدرة وسدر ، وبعضهم يقول الفرقة من الناس إذا كان هوى كل واحد على حدة. ومنه « تَقَدَّدَ القومُ » أي تفرقوا. والقَدِيدُ : اللحم المُقَدَّدُ ، أي المشرح طولا ، والثوب الخلق. ومنه الْحَدِيثُ « أَكْلُ الْقَدِيدِ الْغَابِّ يَهْدِمُ الْبَدَنَ » (١).
وَفِي الْخَبَرِ نَهَى « أَنْ يُقَدَّ السَّيْرُ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ ».
أي يشق ويقطع لئلا تعقر الحديدة يده. و « قُدَيْدٌ » مصغرا : موضع بين مكة والمدينة بينها وبين ذي الحليفة مسافة بعيدة (٢). و « المِقْدَادُ » بالكسر اسم رجل من الصحابة عظيم الشأن (٣).
__________________
(١) الكافي ج ٦ صلى الله عليه وآله ٣١٤.
(٢) قال ابن الكلبي : لما رجع تبع من المدينة بعد حربه لأهلها نزل قديدا فهبت ريح قدت خيم أصحابه فسمي قديدا ـ انظر معجم البلدان ج ٤ صلى الله عليه وآله ٣١٣.
(٣) المقداد بن عمرو بن ثعلبة المعروف بالمقداد بن الأسود ، هو قديم الإسلام من السابقين ، وهاجر إلى أرض الحبشة ثم عاد إلى مكة فلم يقدر على الهجرة إلى المدينة لما هاجر إليها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو ممن شهد بدرا وله فيها مقام مشهور ، وشهد أحد وبقية المشاهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقال النبي « أمرني ربي بحب أربعة » وعد منهم المقداد ، وتوفي بالمدينة في خلافة عثمان وكان عمره سبعين سنة أسد الغابة ج ٤ صلى الله عليه وآله ٤٠٩ ـ ٤١١.