ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الْمُمْسَخِينَ مِنْ أَصْحَابِ السَّبْتِ إِنَّ شُبَّانَهُمْ مُسِخُوا قِرَدَةً وَشُيُوخَهُمْ مُسِخُوا خَنَازِيرَ.
وقد تقدمت قصة أصحاب السبت في « سبت ».
وَفِي الْحَدِيثِ « الْقِرَدَةُ مِنَ الْمُسُوخِ ».
قال الجوهري : القِرْدُ واحد القُرُودِ وقد يجمع على قِرَدَة مثل فيل وفيلة ، والأنثى قِرْدَة ، والجمع قِرَد مثل قربة وقرب. وفي المثل « إِنَّهُ لَأَزْنَى مِنْ قِرْدٍ ». و « القُرَادُ » كغراب : هو ما يتعلق بالبعير ونحوه وهو كالقمل للإنسان ، الواحدة قُرَادَة والجمع قِرْدَان بالكسر كغربان. و « غزوة ذي قَرَد » بفتحتين : موضع على ليلتين من المدينة.
( قصد )
قوله تعالى : ( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ) [ ٣١ / ١٩ ] بالكسر أي اعدل ولا تتبختر فيه ولا تدب دبيبا ، من القَصْدِ وهو مشي الاعتدال. قوله : ( وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ) [ ١٦ / ٩ ] أي هداية الطريق الموصل إلى الحق واجبة عليه ، كقوله تعالى : ( إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى وَمِنْها جائِرٌ ) أي ومن السبيل جائر عن القصد ، فأعلم سبحانه بأن السبيل الجائر لا يضاف إليه ، ولو كان الأمر على ما ظنه المجبرة لقال وعليه جائر. قوله : ( أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ ) [ ٥ / ٦٦ ] أي عادلة. قوله : ( سَفَراً قاصِداً ) [ ٩ / ٤٢ ] أي شاقا. والجواد القَاصِد : الفرس الهينة السير لا تعب فيه ولا بطأ.
وَفِي الْحَدِيثِ « اقْتَصِدْ فِي عِبَادَتِكَ ».
أي ائت منها بشيء لا يلحقك منها تعب ولا مشقة شديدة تنفر الطبيعة منها ، كما
رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ « يَا عَلِيُّ إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ وَلَا تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ رَبِّكَ ، فَاعْمَلْ عَمَلَ مَنْ يَمُوتُ هَرِماً وَاحْذَرْ حَذَرَ مَنْ يَرْجُو أَنْ يَمُوتَ غَداً ».
وفِيهِ « الْقَصْدَ الْقَصْدَ ».
أي الزموا القصد والتمسوه. وتؤول على معينين : أحدهما الاستقامة ، فإن القَصْدَ يستعمل فيما بين