في الكثرة عيار كيل أو وزن ، وهذا تمثيل يراد به التقريب لأن الكلام لا يدخل في الكيل والوزن بل في العدد ، وكلمات الله يقال إنها علمه ، والمِدَادُ كالمَدِّ ، تقول مَدَدْتُ الشيءَ أَمُدُّهُ مِدَاداً أو مَدّاً نصب على المصدر. والمِدَادُ : ما يكتب به. ومَدَدْتُ الدواةَ مَدّاً من باب قتل : إذا جعلت فيها المداد. و « المَدَّةُ » بالفتح غمس القلم في الدواة مرة للكتابة. ومنه الْحَدِيثُ عَنْ أَهْلِ الْخِلَافِ « مَا أُحِبُّ أَنِّي عَقَدْتُ لَهُمْ عُقْدَةً أَوْ وَكَيْتُ لَهُمْ وِكَاءً وَإِنَّ لِي مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا لَا وَلَا مَدَّةً بِقَلَمٍ ».
ومَدَّ البحرُ مَدّاً : زاد ، والجمع مُدُودٌ مثل فلس وفلوس. وامْتَدَّ الشيءُ : انبسط. والمَدَدُ بفتحتين : الجيش. وأَمْدَدْتُ الجيشَ : أعنته وقرنته به. والمَادَّةُ : هي الزيادة المتصلة ، ومنه مَادَّةُ الحمام المتصلة به. وكل ما أعنت به قوما في حرب أو غيره فهو مَادَّةٌ لهم. وتَمَدَّدَ الرجل : تمطى. وحروف المَدِّ هي حروف العلة ، وفي مصطلح القراء إن كان بعدها همزة تمد بقدر ألفين إلى خمس ألفات ، وإن كان بعدها تشديد تمد بقدر أربع ألفات اتفاقا منهم مثل دابة ، وإن كان ما بعدها ساكن تمد بقدر ألفين اتفاقا كصاد ، وإن كان بعدها غير هذه الحروف لم تمد إلا بقدر خروجها من الفم ، فمد ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) لم يكن إلا بقدر خروج الحرف من الفم إلا ( الرَّحِيمِ ) عند الوقف فيمد بقدر ألفين.
( مرد )
قوله تعالى : ( مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ ) [ ٩ / ١٠١ ] أي عتوا واستمروا عليه ، من قولهم مَرَدَ يَمْرُدُ من باب قتل وسرق وكرم : إذا عتا ، فهو مَارِدٌ. قوله : ( مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ ) [ ٢٧ / ٤٤ ] أي مملس ، ومنه الأَمْرَدُ للشاب الذي لا شعر له على وجهه. قوله : مَرِيداً [ ٤ / ١١٧ ] أي مَارِداً عاتيا ، ومعناه أنه قد عري عن الخير وظهر شره ، من قولهم شجرة