أي من نكاح. قوله : ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) [ ٦٥ / ٦ ] بالضم أي من سعتكم ومقدرتكم.
وَفِي الْحَدِيثِ « فَرَضَ الْحَجَّ عَلَى أَهْلِ الْجِدَةِ » (١).
بتخفيف الدال وهو الغنى وكثرة المال والاستطاعة ، يقال وَجَدَ يَجِدُ جِدَةً استغنى. والمَوْجِدَةُ : ما يجده الإنسان. و « الوَاجِدُ » من أسمائه تعالى ، وهو إما من الجِدَةِ وهو الغنى ، فيكون معناه الغنى الذي لا يفتقر إلى شيء ، وإما من الوُجُودِ ، وهو الذي لا يحول بينه وبين ما يريد حائل. والواجد : الغني القادر على الشيء. ووَجَدَ مطلوبَه يَجِدُهُ وُجُوداً ويَجُدُهُ بالضم لغة : ظفر به. ووَجَدَ عليه في الغضب مَوْجِدَةً ووَجْداً
وَفِي الدُّعَاءِ « أَسْأَلُكَ فَلَا تَجِدْ عَلِيِّ ».
أي لا تغضب علي من سؤالي. ووَجَدَ في الحزن وَجْداً بالفتح. وتَوَجَّدْتُ لفلان : حزنت له. ووَجَدَ ضالتَه وِجْدَاناً : إذا رآها ولقيها. ووَجَدَ بفلانة وَجْداً : أحبها حبا شديدا. وافتقر بعد وَجْدٍ : أي سعة. ووَجَدَ بعد فقر : استغنى. وأَوْجَدَهُ : أغناه. ومنه الدُّعَاءُ « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَوْجَدَنِي بَعْدَ ضَعْفٍ ». أي قواني.
وَفِي الْحَدِيثِ « قِيلَ لِعَلِيٍّ عليه السلام كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ : كَيْفَ يَكُونُ حَالُ مَنْ يَفْنَى بِبَقَائِهِ وَيَسْقَمُ بِصِحَّتِهِ وَيُؤْتَى مِنْ مَأْمَنِهِ » (٢).
قال الفاضل المتبحر ميثم : سببية البقاء للفناء والصحة للسقم تقريبهما إليهما وكونهما غايتين لهما وألما من الدنيا ، وإنما يؤتى المرء ويدخل عليه ما يكره منها.
وَفِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِ « لَوْ لَا أَنْ يَجِدَ الْمُؤْمِنُ فِي قَلْبِهِ لَعَصَّبْتُ الْكَافِرَ بِعِصَابَةٍ مِنْ حَدِيدٍ لَا يُصَدَّعُ رَأْسُهُ أَبَداً ».
قوله :
__________________
(١) الكافي ج ٤ صلى الله عليه وآله ٢٦٦.
(٢) نهج البلاغة ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٧٧.