وفِيهِ « لَوْ قَاسَ ـ يَعْنِي إِبْلِيسَ الْجَوْهَرَ الَّذِي خَلَقَ اللهُ مِنْهُ آدَمَ بِالنَّارِ كَانَ ذَلِكَ أَكْثَرَ نُوراً ».
يريد بالجَوْهَر هنا النور كما يفسره الْحَدِيثُ الْآخَرُ « لَوْ قَاسَ نُورِيَّةَ آدَمَ بِنُورِيَّةِ النَّارِ عَرَفَ فَضْلَ مَا بَيْنَ النُّورَيْنِ وَصَفَاءَ أَحَدِهِمَا عَلَى الْآخَرِ ».
وجَهَرَ الشيءُ يَجْهَرُ بفتحتين كمنع : ظهر. وأَجْهَرْتُهُ بالألف : أظهرته ، ويعدى بنفسه وبالباء فيقال جَهَرْتُهُ وجَهَرْتُ به. وجَاهَرَ فلان بالعداوة مُجَاهَرَةً وجِهَاراً ، وجَهُرَ الصوتُ بالضم جَهَارَةً فهو جَهِيرٌ. والحروف المَجْهُورَة عند النحويين تسعة عشر ، يجمعها قولك « ظِلُّ قَوٍّ رَبَضٌ إِذْ غَزَا جُنْدٌ مُطِيعٌ » قال الجوهري : وإنما سمي الحرف مَجْهُوراً لأنه أشبع الاعتماد في موضعه ، ومنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد بجري الصوت. و « الجَوْهَرِيُ » هو صاحب الصحاح المشهور في اللغة (١). قال ابن بري بعد كلام يصف فيه الجَوْهَرِيَ : وصحاحه هذا فيه تصحيف في عدة مواضع تتبعها عليه المحققون. قيل إن سببه أنه لما صنفه سمع عليه إلى باب الضاد المعجمة وعرض له وسوسة فألقى نفسه من سطح فمات ، فبقي سائر الكتاب مسودة غير منقح ولا مبيض ، فبيضه تلميذه إبراهيم بن صالح الوراق فغلط فيه في مواضع ، وكانت وفاة الجَوْهَرِيِ في حدود أربعمائة.
( جير )
« جَيْرِ » بكسر الراء وتُنَوَّنُ : يمين للعرب وبمعنى نعم أو أجل
__________________
(١) هو أبو نصر إسماعيل بن حماد الفارابي.