من تطير ، وقيل هما لغتان بمعنى واحد ـ قاله في المصباح. والاخْتِيَارُ : الاصطفاء. و « مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله خِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ » بكسر الخاء وبالياء والراء المفتوحتين أي المُخْتَار المنتخب ، وجاء بتسكين الياء.
وَقَوْلُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام « فَأَنَا الْخِيَرَةُ ابْنُ الْخِيَرَتَيْنِ ».
يريد خيرة الله من العرب هاشم ومن العجم فارس.
وَفِي الْخَبَرِ « أَنَا بَيْنَ خِيَرَتَيْنِ ».
تثنية خيرة كعنبة ، أي أنا مخير بين الاستغفار وتركه في قوله تعالى ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ). ومنه « خَيَّرْتُهُ بين الشيئين » أي فوضت إليه الخيار.
وَفِي حَدِيثِ الِادِّهَانِ « إِنَّ الْخِيرِيَّ لَطِيفٌ » و « رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام يَدَّهِنُ بِالْخِيرِيِ » (١).
قال الجوهري الخِيرِيُ معرب. قيل هو الخطمي (٢).
وَفِي الْحَدِيثِ « صَبِيَّانِ قَالا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ : خَايِرْ بَيْنَنَا ».
يعني أينا خير وأحسن. وخَارَ الله لك : أي أعطاك الله ما هو خير لك. و « الخِيرَةُ » بسكون الياء اسم منه ، والاسْتِخَارَةُ طلب الخيرة كعنبة. وأَسْتَخِيرُكَ بعلمك « أي أطلب منك الخيرة متلبسا بعلمك بخيري وشري ، قيل الباء للاستعانة أو للقسم الاستعطافي.
وَفِي الْحَدِيثِ » مَنِ اسْتَخَارَ اللهَ رَاضِياً بِمَا صَنَعَ اللهُ خَارَ اللهُ لَهُ حَتْماً ».
أي طلب منه الخيرة في الأمر. وفيه « اسْتَخِرْ ثم اسْتَشِرْ » ومعناه
__________________
(١) الحديثان في الكافي ج ٦ صلى الله عليه وآله ٥٢٢.
(٢) قال في المصباح المنير ( خير ) الخير بالكسر الكرم والجود ، والنسبة إليه خيري عن لفظه ، ومنه للمنثور خيري لكنه غلب على الأصفر منه لأنه الذي يخرج دهنه ويدخل في الأدوية ، وفلان ذو خير أي ذو كرم ، ويقال للخزامي خيري البر لأنه أذكى نبات البادية ريحا.