الأوصياء وشيعتهم ، على حواشي ذلك النهر جواري نابتات كلما قلعت واحدة نبتت أخرى باسم ذلك النهر ، وذلك قوله تعالى : ( فِيهِنَ خَيْراتٌ حِسانٌ ) فإذا قال الرجل لصاحبه : جزاك الله خَيْراً فإنما يعني تلك المنازل التي أعدها الله تعالى.
وَكَتَبَ رَجُلٌ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام : يَا سَيِّدِي أَخْبِرْنِي بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ « ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ). أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ مَنْ طَلَبَ رِضَا اللهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللهُ أُمُورَ النَّاسِ ، وَمَنْ طَلَبَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللهِ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ ».
وَفِي الْحَدِيثِ سُئِلَ عَنِ الْخَيْرِ مَا هُوَ؟ فَقَالَ : « لَيْسَ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ وَوَلَدُكَ وَلَكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ ، وَأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ ، وَأَنْ تُبَاهِيَ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ فَإِنْ أَحْسَنْتَ حَمِدْتَ اللهَ وَإِنْ أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ اللهَ » (١).
والأَخْيَارُ : خلاف الأشرار (٢). والخِيَارُ : القثاء. قال الجوهري : وليس بعربي. وخِيَارُ المال : كرائمه. وامرأة خَيِّرَةٌ بالتشديد والتخفيف : أي فاضلة في الجمال والخلق. ورجل خَيِّرٌ بالتشديد أي ذو خير. و « الخَيِّرَانِ » بالتشديد : الفاعلان للخير.
وَفِي الدُّعَاءِ « أَنْتَ خَالِقُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ».
قيل هو خلق تقدير لا خلق تكوين ، ويتم الكلام فيه في خلق إن شاء الله تعالى.
وَفِي الْخَبَرِ « تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ ».
أي اطلبوا ما هو خير المناكح ، أي أزكاها وأبعدها من الخبث والفجور. و « الخِيرَة » بالكسر فالسكون من الاختيار. و « الخِيَرَة » بفتح الياء بمعنى الخيار. والخِيَارُ : هو الاختيار ، ويقال هو اسم من تَخَيَّرْتُ الشيء مثل الطِّيَرَة اسم
__________________
(١) نهج البلاغة ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٧١.
(٢) في الصحاح « والخيار خلاف الأشرار ».