( خير )
قوله تعالى : ( وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [ ٢٢ / ٧٧ ]
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِعْلُ الْخَيْرِ إِشَارَةٌ إِلَى صِلَةِ الرَّحِمِ وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ ، فَيَكُونُ حَثّاً عَلَى سَائِرِ الْمَنْدُوبَاتِ وَالْقُرُبَاتِ.
قوله : ( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ ) [ ٢ / ١٤٨ ] أي الأعمال الصالحة ، وهي جمع خَيْر على معنى ذوات الخير. والخَيْرُ : المال أيضا ، قال تعالى : ( وَإِنَّهُ لِحُبِ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) [ ١٠٠ / ٨ ] وقوله : ( إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ ) [ ١١ / ٨٤ ] قوله : ( فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً ) [ ٢٤ / ٣٣ ] قال : إن علمتم لهم مالا (١). وقَالَ : « الْخَيْرُ أَنْ يَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ وَيَكُونَ بِيَدِهِ مَا يَكْتَسِبُ بِهِ » (٢).
وقد تقدم البحث في ذلك في « كتب » أيضا. قوله : ( فِيهِنَ خَيْراتٌ حِسانٌ ) [ ٥٥ / ٧٠ ] قيل : أي خَيِّرَات بالتشديد فخفف. قوله : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) [ ٢٨ / ٦٨ ] لا يخفى ما فيها من الرد على من يثبت الإمامة بالاختيار ، ومثلها قوله : ( وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) [ ٣٣ / ٣٦ ]. قوله : ( وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا ) [ ٧ / ١٥٥ ] قال المفسر : الاخْتِيَارُ إرادة ما هو خير ، يقال خُيِّرَ بين أمرين فَاخْتَارَ أحدهما ، وقد مر في « رأى » تمام الكلام في الآية.
وَفِي الْحَدِيثِ « خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ ».
إشارة إلى صلة الرحم والحث عليها. والخَيْرُ : خلاف الشر ، وجمعه خُيُور وخِيَار مثل فلوس وسهام ، ومنه « جَزَاهُ اللهُ خَيْراً ». والخَيْرُ على ما في معاني الأخبار نهر في الجنة مخرجه من الكوثر والكوثر مخرجه عن ساق العرش ، عليه منازل
__________________
(١) البرهان ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٣٢.
(٢) البرهان ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٣٣.