( مُصْبِحِينَ ) [ ١٥ / ٦٦ ] يعني آخرهم ، أي يستأصلون عن آخرهم. قوله [ قرئ ] : إِذَا دَبَرَ دَبَرَ وأَدْبَرَ بمعنى واحد ، ومنه قولهم « ساروا كأمس الدَّابِرِ » ، وقيل هو من دَبَرَ الليلُ النهارَ : إذا خلفه. وقرئ [ قوله ] ( وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ) [ ٧٤ / ٣٣ ] بإسكان الدال وأَدْبَرَ بزيادة الهمزة على وزن أفعل. قوله : ( وَأَدْبارَ السُّجُودِ ) [ ٥٠ / ٤٠ ] هو بالفتح جمع [ ٥٢ / ٤٩ ] بالكسر مصدر.
وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام أَدْبَارُ السُّجُودِ : الرَّكْعَتَانِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ ، وَإِدْبَارُ النُّجُومِ الرَّكْعَتَانِ قَبْلَ الْفَجْرِ (١).
والقراء السبعة متفقون على كسر الهمزة التي في سورة الطور وفتحها شاذ. قوله : ( وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ ) [ ١٥ / ٦٥ ] أي اقتف آثارهم وكن وراءهم عينا عليهم ، فلا يتخلف أحد منهم. قوله : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ) [ ٤ / ٨٢ ] من التَّدَبُّر ، وهو النظر في أدبار الأمور وتأملها.
قَوْلُهُ : ( فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً ) [ ٧٩ / ٥ ] قِيلَ هِيَ الْمَلَائِكَةُ تُدَبِّرُ أَمْرَ الْعِبَادِ مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام
وقِيلَ إِنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ جَبْرَئِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ يُدَبِّرُونَ أَمْرَ الدُّنْيَا.
وقِيلَ إِنَّ الْأَفْلَاكَ يَقَعُ فِيهَا أَمْرُ اللهِ فَيَجْرِي بِهِ الْقَضَاءُ فِي الدُّنْيَا.
وَفِي الدُّعَاءِ « وَلَا مَقْطُوعاً دَابِرِي ».
الدَّابِرُ. بقية الرجل من ولده ونسله.
وَفِي الْحَدِيثِ « الْمُؤَازَرَةُ عَلَى الْعَمَلِ تَقْطَعُ دَابِرَ الشَّيْطَانِ ».
أي آخره. وفِيهِ « إِيَّاكُمْ وَالتَّدَابُرَ ».
وهو التقاطع والمصارمة والهجران ، مأخوذ من أن يولي الرجل صاحبه دبره بعداوته ويعرض عنه بوجهه. و « الدُّبْر » بسكون الموحدة وبالضمتين خلاف القبل من كل شيء ، ومنه يقال لآخر الأمر دُبْر. ومنه « فليقل دُبْرَ المكتوبة كذا » بضم دال أشهر من فتحه ، أي آخر
__________________
(١) هذا التفسير منقول عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في حديثين ـ انظر البرهان ج ٤ صلى الله عليه وآله ٢٢٨ و٢٤٣.