رَجَعَ فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ عليه السلام فَقَالَ : أَنَا أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ تَعْمَلَ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَسِيرَةِ الشَّيْخَيْنِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. فَقَالَ : تُبَايِعُنِي عَلَى أَنْ أَعْمَلَ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَأَجْتَهِدَ رَأْيِي ، فَتَرَكَ يَدَهُ وَأَخَذَ بِيَدِ عُثْمَانَ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَقَالَتِهِ لِعَلِيٍّ فَقَالَ نَعَمْ ، فَكَرَّرَ الْقَوْلَ فَأَجَابَ بِمَا أَجَابَ بِهِ أَوَّلاً. وَبَعْدَهَا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ : هِيَ لَكَ يَا عُثْمَانُ وَبَايَعَهُ ثُمَّ بَايَعَهُ النَّاسُ (١).
وَفِي الْحَدِيثِ « لَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنْ مُشَاوَرَةِ » (٢).
المُشَاوَرَة مشتقة من شُرْتُ العسل أي استخرجته من موضعه. وأَشَارَ عليه بكذا : أمره. واسْتَشَارَهُ : طلب منه المشورة. و « المَشْوَرَةُ » بالفتح فالسكون : الاسم من شاورته وكذلك المَشُورَة بالضم وشَاوَرْتُهُ في الأمر واسْتَشَرْتُهُ بمعنى راجعته لأرى رأيه فيه. وأَشَارَ عَلَيَّ بكذا : أي أراني ما عنده فيه من المصلحة.
( شهبر )
فِي الْخَبَرِ « لَا تَتَزَوَّجْ شَهْبَرَةً وَلَا لَهْبَرَةً وَلَا نَهْبَرَةً وَلَا هَيْدَرَةً وَلَا لَفُوتاً » ثُمَّ قَالَ عليه السلام « أَمَّا الشَّهْبَرَةُ فَالزَّرْقَاءُ الْبَذِيَّةُ ، وَأَمَّا اللهْبَرَةُ فَالطَّوِيلَةُ الْمَهْزُولَةُ ، وَأَمَّا النَّهْبَرَةُ فَالْقَصِيرَةُ الدَّمِيمَةُ ، وَأَمَّا الْهَيْدَرَةُ فَالْعَجُوزُ الْمُدْبِرَةُ ، وَأَمَّا اللَّفُوتُ فَذَاتُ الْوَلَدِ مِنْ غَيْرِكَ » (٣).
( شهر )
قوله تعالى : ( الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ ) [ ٢ / ١٩٤ ] أي هذا الشهر بهذا الشهر وهتكه بهتكه يعني تهتكون حرمته عليهم كما هتكوا حرمته عليكم ( وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ ) أي كل حرمة يجري فيها القصاص ، فمن هتك حرمة اقتص منه بأن يهتك به حرمة ، فحين هتكوا حرمة شهركم فافعلوا بهم مثل ذلك ولا تبالوا. قوله : ( فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ ) [ ٩ / ٥ ] الأَشْهُرُ الحرم أربعة ، ولكن
__________________
(١) انظر تفاصيل مجلس الشورى في شرح ابن أبي الحديد ج ١ صلى الله عليه وآله ١٨٥ ـ ١٩٥.
(٢) نهج البلاغة ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٧٧.
(٣) معاني الأخبار صلى الله عليه وآله ٣١٨.