وَفِي الْخَبَرِ « يَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيِهِ ».
ينصرفون عما يراه ويستصوبونه ويعملون به ، شبه المنصرفين عنه صلى الله عليه وآله بعد توجههم إليه لسؤال معادهم ومعاشهم بواردة صَدَرُوا عن المنهل بعد الرأي. وصَدْرُ كل شيء : أوله ومقدمه ، وهو مذكر ، ومنه صَدْرُ النهار. وأما قول الأعشى :
كما شرقت صَدْرُ القناة من الدم
فأنثه على المعنى ، لأن صَدْرَ القناة من القناة ، وهذا كقولهم « ذهبت بعض أصابعه ». وصَدْرُ المجلس : مرتفعة. ومنه « صَدْرُ السفينة ». وصَدْرُ الطريق : متسعه. والصَّدْرُ : طائفة من الشيء ، وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمُكَاتَبِ « يُعْتَقُ مِنْهُ مَا أَدَّى صَدْراً فَإِذَا أَدَّى صَدْراً فَلَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَرُدُّوهُ فِي الرِّقِّ ».
وصَدَرَ القومُ صُدُوراً من باب قعد انصرفوا. وأَصْدَرْتُهُمْ : إذا صرفتهم. والإِصْدَار : الإجماع. وصَدَرْتُ عن الموضع صَدْراً من باب قتل : رجعت. والصَّدَرُ بالتحريك اسم من قولك « صَدَرْتُ عن الماء وعن البلاد ». وصَدَرَ الناسُ عن حجهم : أي رجعوا ومثله صَدَرَ الناسُ من الموقف. ومنه حَدِيثُ الْحَاجِ « النَّاسُ يَصْدُرُونَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ وَلَا تَصْدُرُ الْحَوَائِجُ إِلَّا مِنْهُ ».
أي لا تقضى من غيره. ويَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شتى : أي متفرقة على قدر أعمالهم ، ف ( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ).
وَفِي الْخَبَرِ « كَانَ لَهُ رَكْوَةٌ تُسَمَّى الصَّادِرَ ».
لأنه يصدر عنها بالري. ورجل مَصْدُورٌ : للذي يشتكي صدره.
( صرر )
قوله تعالى : ( رِيحٍ فِيها صِرٌّ ) [ ٣ / ١١٧ ] وقوله : ( فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ ) [ ٦٩ / ٦ ] أي الريح الباردة نحو الصرصر ـ قاله في الكشاف.